هل تزيد إشعاعات الهاتف المحمول الوزن؟
الدراسة الألمانية تقدّم دليلاً على أن الهاتف المحمول يمكن أن يؤثر على استقلاب الطاقة في الدماغ - بما في ذلك منطقة ما تحت المهاد الدماغية التي تنظم مشاعر الجوع والشبع.
يتخصص باحثو الدماغ في جامعة لوبيك الألمانية في دراسة السلوك الغذائي البشري، وخاصة التمثيل الغذائي للدماغ واستهلاك الطاقة فيه.
هذا الأمر يتأثر بمجموعة من الأمور منها منطقة ما تحت المهاد، وهي وحدة التحكم المركزية في دماغنا. تقوم هذه المنطقة عبر وسائط كيميائية بتنظيم حرارة الجسم وضغط الدم وإيقاعات النوم والاستيقاظ وأيضاً مشاعر الجوع والشبع.
واستند الباحثون في جامعة لوبيك إلى تجارب خلصت إلى وجود تأثيرات محتملة لموجات الهاتف المحمولعلى تناول الطعام لدى الفئران والقوارض الأخرى، حيث كان وزن هذه القوارض يزيد عندما تتعرض ساعتين لإشعاع الهاتف، حسب ما جاء في موقع NDR الألماني.
بعد هذه التجربة على الفئران أراد الباحثون في لوبيك تجريب نفس الشيء مع البشر. حيث تمت دعوة مجموعة من الشباب الأصحاء من ذوي الوزن الطبيعي ليخضعوا للاختبار.
وتم استدعاؤهم إلى المعهد في أحد الأيام في الساعة السادسة والنصف صباحاً، مع شرط أن تكون معدتهم فارغة بحيث لم يكونوا قد أكلوا شيئا من قبل وأيضا لم يستخدموا هواتفهم المحمولة قبل 12 ساعة من الاختبار.
اختبار نشاط الدماغ والسلوك الغذائي
من أجل الحصول على القيم الأساسية للاختبار، تم في البداية قياس نشاط الدماغ لدى الأشخاص المشاركين في الاختبار. بعدها تم وضع الهاتف المحمول بالقرب من رأسهم كما هو الحال بالنسبة للمكالمة الهاتفية العادية – وتم ربط الاتصال.
بعد مرور 20 دقيقة، تم فحص نشاط دماغ الأشخاص مرة أخرى ليظهر لدى الأشخاص الذين تم تشغيل هواتفهم المحمولة زيادة كبيرة في التمثيل الغذائي للطاقة في الدماغ.
بعد ذلك، تم تقديم وجبة إفطار متنوعة للمشاركين في الاختبار. تكررت هذه العملية في يومين آخرين، لكن خلال أحد المواعيد الثلاثة ظل الهاتف المحمول مغلقاً، وهو ما لم يعرفه المشاركون، فالباحثون لم يهتموا فقط بعملية التمثيل الغذائي للدماغ، بل أيضاً بتناول الإفطار. لذلك قاموا بتسجيل بالضبط ماذا أكل المشاركون في الاختبار وكمية ما أكلوه.
المزيد من الشهية والمزيد من السعرات الحرارية
أظهرت الدراسة أن تشغيل الهاتف المحمول بالفعل قد أحدث فرقًا كبيراً: إذ تناول 13 من أصل 15 شخصاً طعاماً أكثر بعد محاكاة مكالمة الهاتف المحمول لمدة 20 دقيقة وتناولوا 22 إلى 27 % من السعرات الحرارية أكثر مما كان عليه الحال عندما كان الهاتف المحمول مغلقاً. وكانت السعرات الحرارية الزائدة في الغالب من الكربوهيدرات، حسب موقع NDR.
في الواقع، قدمت الدراسة دليلاً على أن الهاتف المحمول يمكن أن يؤثر على استقلاب الطاقة في الدماغ – بما في ذلك منطقة ما تحت المهاد الدماغية التي تنظم مشاعر الجوع والشبع. رغم ذلك يحثّ الباحثون على الحذر، لأن عدد المشاركين كان صغيرًا ويتألف من الرجال فقط.
وفي مزيد من الدراسات يريد الباحثون التحقق من إثبات هذا الأمر أيضاً لدى النساء، وما إذا كان الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن يتفاعلون مع الهواتف المحمولة بنفس الطريقة التي يتفاعل بها الأشخاص أصحاب الوزن الطبيعي وما إذا كان لهذا الارتباط أي تأثير كبير على الزيادة في الوزن لدى الإنسان.