‘طلّوا وصلوا’… ‘جهزوا المصريات’… هكذا تستقبل صهاريج المياه في لبنان


لا صوت يعلو فوق صوت صهاريج المياه المتنقلة في غالبية المناطق اللبنانية. في الصباح أو المساء، يحضر صهريج المياه لإنقاذ خزانات المياه الفارغة ولتبريد قلوب المواطنين الذين يعانون من الإنقطاع المتواصل لـ”مياه الدولة”.

ترتفع نغمة الصهاريج حتى قبل وصولها إلى هذا الحي أو ذاك: “طلوا وصلوا”… هكذا يتم استقبالها.. ويلتفت احدهم ليقول: “جهزوا المصريات”، قاصدا بذلك مبلغ المئتي الف أو أقل أو أكثر نسبة إلى قياس الخزانات، فأجرة سعة الـ ١٠ ليتر تختلف عن الـ ٥ . اما من يملك ثلاث أو أربع خزانات فذاك يحتاج إلى راتب والى أكثر من “نقلة مياه”!

ينتعش أصحاب الصهاريج في هذه الأزمة التي تستفحل شيئا فشيئا، يستفيدون منها من أجل رزقهم. اما المواطنون القاطنون في بلدات تعاني من فقدان المياه أو مشاكل معينة فيذعنون الى هؤلاء الذين بدورهم يطلبون حجز مواعيد لحضورهم، ويقول واحد منهم: “في ضغط.. للعشرة بالليل لنقدر نلبي اطلباتكم.”

يتكرر هذا المشهد بشكل متواصل، وتتسابق الصهاريج في ما بينها لتأمين الطلبات وتغض بعض الشوارع بها، وأصحابها أو سائقوها يسيرون على الطرقات وكأنهم “يتغندرون منتصرين”. وثمة معلومات تفيد أن هناك مشاكل مفتعلة من قبل بعضهم، في إمدادات المياه، كي يتجه المواطنون إلى شراء المياه، اما من يقطن في بناية تضم بئر مياه فذاك كمن ربح ورقة اللوتو .

وتقول سامية ز. لوكالة “أخبار اليوم” أنها تضطر إلى شراء صهريج مياه مرتين أو أكثر في الأسبوع وفق الحاجة وإنها ملّت من مناشدة البلدية للمساعدة، فكل ما تسمعه هو التالي: “ما في مازوت، ما في كهربا”. وتشير إلى أنها تدفع أكثر من ستمائة الف في الأسبوع الواحد أو أقل ربما، وأن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر.

كما تفيد جارتها حياة ج. أنه في احد الأيام انتظرت أكثر من خمس ساعات ليصل صهريج المياه إلى منزلها وكادت أن تدخل في أشكال مع صاحبه لولا حاجتها الملحة إلى المياه، وتضيف: اتفهم الطلب المضاعف على المياه ، لكنني كنت قد حجزت الصهربج باكرا جدا وتمنيت على صاحبه إلا يتأخر علي… تتابع: “كل شيء ينتظر إلا المياه .”

من جهته ، يلفت احد أصحاب الصهاريج إلى أن البعض يحملنا مسؤولية انقطاع المياه، في حين أن لا علاقة لنا بها. نحن نعمل كما صاحب المولدات يعمل، لكن عملنا يختلف، نحن نقود صهريج المياه وندفع ثمن المياه لأشخاص يملكون بئر مياه، كما أننا بحاجة إلى البنزبن للتنقل وبالتالي فإن التكلفة ارتفعت جراء هذا الأمر. والمهم اننا نمد الناس بالمياه كما يجب.

من أزمة الكهرباء إلى أزمة المياه وأزمة الرغيف، لسان حال اللبنانيين واحد: “متى الأنقاذ أم أنه كتب علينا أن نبقى في دوامة الأزمات إلى ما شاء الله!”…
المصدر : كارول سلوم – أخبار اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى