حزب الله يمهدّ لكسر تفوّق العدّو عسكرياً .. و الأهداف نكتشفها من جنون العدّو نفسه
عندما تشاهد الفيديو الذي نشره الإعلام الحربي في حزب الله عن استهداف قاعدة ميرون الجوية ودقة الاهداف داخل القاعدة التي تعد الاولى من اصل اثنين يمتلكها العدو متخصصة بالتحكم الجوي داخل الكيان والدول المجاورة وصولا إلى تركيا ، بما يشمل جزء كبير من المتوسط.
تدرك خلفية الجنون الصهيوني العدواني على لبنان من بعلبك إلى الهبارية وصولاً إلى الناقورة وطير حرفا وما متوقع من تصعيد جنوني بالساعات والأيام المقبلة من قبل العدو …؟
الهدف الذي أصابته المقاومة بدقة المتعلق برادار كشف الصواريخ البعيدة المدى سيكون له تداعيات كبيرة وغير معلنة من العدو بالمعركة الدائرة بالشمال وعلى جوهر امكانية شنه حرب واسعة على لبنان .
من ينظر اليوم إلى المعركة بين الحزب والعدو لجهة فارق التوازن العسكري خصوصا الجوي والتدميري لدى العدو ، وان لجهة الخسائر البشرية على جبهة لبنان ، وتعتيم العدو على خسائره عسكرياً وبشرياً ، يشعر ان العدو لديه امكانية تحقيق انجازات عسكرية وفعل تدميري كبير وواسع على لبنان اكثر من الحزب على المقلب الاخر .
لكن إذا نظرنا بدقة لنمط العمليات العسكرية التي يقوم بها الحزب منذ ٨ اكتوبر وحتى اليوم ، لناحية نوعية الاستهداف وتدرجه والاهداف المحددة التي يقوم بضربها بنسق تسلسلي.
نكتشف ان حزب الله يمهّد الطريق وفق مسار مترابط لكسر تفوق العدو العسكري براً وبحراً وجواً وايضاً بشرياً وتقنياً ، وهذا ما يكبد الحزب حالياً خسائر بشرية تعتبر قليلة قياساً لما هو يخطط له وفق استراتيجية عسكرية معقدة تحتاج إلى صبر وحكمة بالغة لا يحتملها حتى انصاره وعناصره وجمهوره.
لكن نتيجتها الحتمية هي النصر سواء بقيت على هذا النمط السائد منذ ستة اشهر او من خلال ايام قتالية واسعة او حرب مكتملة الأوصاف والأركان .
ما يفعله الحزب اليوم من الصعب ان يدركه سياسياً وعسكريا واستراتيجيا جمهوره قبل خصومه واعدائه بالداخل والخارج ، لكن جوهر سياسته لمن يدرك طبيعته جيدا يعلم علم اليقين انه يعمل على قاعدة الدقة والصبر والأخذ بالاسباب والنتيجة الحاسمة.
ولا يشغل نفسه طرفة عين بمواقف واحداث جانبية مهما بلغت ولا تغير بنمط سلوكه الهيكلي الابعاد العاطفية مهما بلغت وان كانت تطال صميمه وفلذة أكباده .
معادلة عض الأصابع التي اطلقها أمينه العام بخطابه الأخير ، ليست كلمة او عبارة عابرة ، بل هي معادلة تتعلق بجوهر تركيبة وعقيدة ومسار ومسيرة وسياسة الحزب سياسيا وعسكرياً ، ولن يدركها احد اليوم خصوصا خصوم الحزب ومن يعارض عملياته العسكرية في لبنان ،،حتى بلوغ نتيجتها التي ستكون كالعادة وبشكل حتمي مغايرة لتوقعاتهم وامنياتهم ،
وربما ستكون لها تداعيات مختلفة ايضا عن نتيجة حرب تموز التي جعلت الحزب بما هو عليه اليوم وفق ما ظهر منه حتى الساعة …؟!
المصدر : عباس المعلم / كاتب سياسي