عملية السهم الناري: ستُفاجئ إسرائيل بالرعب القادم
بدأ الكيان المؤقت فجر اليوم الأربعاء (28/08/2024)، عملية عسكرية واسعة بحجم فرقة في شمالي منطقة الضفة الغربية المحتّلة، تحت اسم “السهم الناري”، والتي وصفتها الإذاعة الإسرائيلية بأنها أكبر العمليات العسكرية منذ عملية “السور الواقي” عام 2002، التي حصلت عقب الانتفاضة الثانية.
ووفقاً لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن العملية ستكون “واسعة النطاق وغير محدودة التوقيت”، في كل من مدن طوباس وطولكرم وجنين، وتهدف إلى “مكافحة” و”إحباط” فصائل ومجموعات المقاومة هناك. وتتم هذه العملية بمشاركة سلاح الجو وفرقة من جيش الاحتلال وقوات من الوحدات الخاصة وجهاز الشاباك والمستعربين.
ولكن لا بد الإشارة هنا، إلا أنه لا يمكن فصل هذه العملية، عن المسار الطويل من الاعتداءات الإسرائيلية المتنوعة والكثيرة ضد هذه المنطقة، منذ ما قبل عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023 حتى هذا اليوم. مسار من أعمال الإرهاب والقمع الوحشي، وعمليات اقتحام المستشفيات، واغتيال أفراد وأسر آخرين بالآلاف، وتدمير منازل وممتلكات تحت ذرائع مختلفة، وحماية للمستوطنين خلال قيامهم بالاعتداءات على المدنيين، وغيرها الكثير من أشكال الإرهاب، دون إبداء أي جهة دولية موقفاً حازماً تجاه ذلك.
وهذا ما دفع برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وحلفائه الشروع بالقيام بهذه العملية، لكي يتمكنوا من تحقيق تقدم في مخططهم لـ”ضم الضفة” الى الكيان، بعدما استطاعوا تدمير أكثر من 60% من قطاع غزة، وفي ظنهم أنهم بات بإمكانهم الاستفراد فيها (الضفة)، دون الخشية من حصول أي رد فعل عقابي من فصائل المقاومة في القطاع. مع العلم بأنه خلال أكثر من 10 أشهر، لم تنجح إسرائيل، بجيشها الذي يبلغ تعداده نصف مليون جندي، والمجهز بأحدث الأسلحة والمنظومات، وبالرغم من الدعم الغربي المفتوح لها، والمشاركة الأمريكية الواسعة معها، من تحقيق أي من أهداف عدوانها على القطاع.
أبرز الدوافع للعملية
لذلك يمكن استعراض أبرز الدوافع الإسرائيلية لهذه العملية على النحو التالي:
_ الردّ على عملية تل أبيب التي حصلت منذ أيام، التي تعتبرها جميع الأوساط الإسرائيلية بأنها مؤشر خطر على إعادة تفعيل العمليات الاستشهادية، الذي لطالما شكّلت سلاحاً استراتيجيا بيد المقاومة الفلسطينية، لشدة تأثيرها ونتائجها على الكيان.
_ تدمير البنية التحتية لمجموعات المقاومة في هذه المنطقة، لإن السماح لمحور المقاومة بتجهيز هذه المجموعات بأسلحة نوعية، من عبوات ناسفة وقواذف صاروخية وربما بغيرها، سيؤثر على خاصرة الكيان الممتدة من مدينة القدس المحتلة حتى مدينة يافا المحتلة (تل أبيب).
_ إشغال فصائل المقاومة في شمالي الضفة عما قد يحصل من اعتداءات على المسجد الأقصى، الذي بدأت أولى ملامحه في قرار إيتمار بن غفير تقديم الدعم المالي لرحلات المستوطنين الى المسجد للقيام بصلواتهم التلمودية هناك.
_ تكرار نموذج الإبادة في غزة في منطقة أخرى، لمحاولة إضعاف حركات المقاومة معنوياً، ومن أجل ضرب الروابط ما بين هذه المجموعات وبيئتهم الشعبية الحاضنة.
_ فك وحدة الساحات بشكل عملي وميداني، انطلاقاً من الضفة ومن ثم فلسطين والمحور، عبر الاستفراد بساحتها الشمالية. بالإضافة الى تأمين هذه الخاصرة قبل التوجه نحو أي تصعيد إقليمي مرتقب.
رد المقاومة: سيتفاجئ المحتل بالموت والرد القادم
في المقابل، فإنه من المؤكّد والمحسوم أن هذا العدوان الإسرائيلي الجديد، سيواجه من قبل مجموعات المقاومة كما حصل مراراً وتكراراً من جنين 2002 حتى جنين 2023، بأرقى نموذج للمواجهات البطولية، التي يتخللها تنفيذ عمليات نوعية وتفجير للآليات العسكرية. وهذا ما بدأت بوادره، من خلال ما شهدته مدينة جنين من سلسلة انفجارات ناجمة عن تفجير عبوات ناسفة، فيما أعلنت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس تفجيرها عبوتين في آليات إسرائيلية بمخيم نور شمس في طولكرم. وأطلقت سرايا القدس على المعركة التي تخوضها اسم “رعب المخيمات”، وأوضحت السرايا في بيانها أن المقاومين”سيذيقون العدو رعب المخيمات وسيعلم جنوده ما ينتظرهم من جحيم”.
وفي هذا السياق أيضاً، قالت كتائب القسام في بيان نعي لشهدائها الذين ارتقوا اليوم أنها تؤكد على مواصلة مجاهديها التصدي لقوات الاحتلال في محاور عدة بالاشتباكات والعبوات الناسفة ضمن استراتيجية واضحة وتكتيكات ومدروسة، وأنها تشيد ببسالة المجاهدين من كل فصائل المقاومة الذين أروا جنود المحتل “بأسهم بالتصدي والاشتباك”. مضيفةً: “وتبشّر الكتائب شعبنا العظيم وأحرار أمتنا والعالم، بأن المحتل الذي يحاول واهمًا كسر حالة المقاومة في شمال الضفة، سيتفاجئ بالموت والرد القادم الذي سيأتيه من جنوب الضفة ووسطها والداخل المحتل”.