تجاذبات دولية قد تدخل لبنان عصر النفط و الغاز
تجاذبات دولية قد تدخل لبنان عصر النفط و الغاز
ما من شك بأن الحرب الاوكرانية اندلعت على خلفية الصراع على الغاز ،فروسيا تقبض على ثروة هائلة وتتحكم بسوق الغاز، وتهدد أوروبا بالبرد والظلام، هذا الامر يشكل مؤشرا على اسباب تجعل الطاقة بابا للحروب او مدخلا للتسويات ومن ضمنها الشرق الأوسط.
يؤكد أصحاب الشان، وجود نشاط ملحوظ للحركة المصرية تجاه لبنان، وتحديدا لمواكبة ملف ترسيم الحدود والتنقيب في حقول الجنوب ،وتفيد معطيات ديبلوماسية عن تكليف الرياض حليفتها القاهرة متابعة الاتصالات في هذا الملف تحديدا.
الجهد الفرنسي في هذا المجال ، لا ينفصل عن الحركة المصرية وفق مسارين، الأول يكمن بالتنسيق مع حزب الله بشأن عملية ترسيم الحدود في ضوء التهديدات برفض السماح لإسرائيل باستخراج الغاز حتى ضمان حقوق لبنان، والمسار الثاني،الذي لا يقل أهمية عن الاول، يكمن في الحوار مع السعودية في ما يخص الازمة اللبنانية.
على المقلب الاخر، ووفق المعلومات المتداولة فإن روسيا أرادت إبلاغ الغرب موقف إيران من عدة ملفات مفتوحة تتصل بشكل مباشر بالمفاوضات حول البرنامج النووي الايراني ، ومن ضمنها قضية ترسيم الحدود بين لبنان و إسرائيل رغم كونه جزئية في ملف متشعب وواسع، وهذا الأمر يبدو فائق الأهمية لروسيا التي تواجه حصارا وعقوبات اقتصادية جراء اصرارها على القبض على امدادات الغاز عالميا.
لكن، في ضوء ذلك وقياسا الى الواقع اللبناني المأزوم الذي بات على شفير الانهيار، يمكن القول بأن لبنان قد يدخل نادي الغاز والنفط خلال السنة المقبلة ، جراء اصرار أميركي على إيجاد بديل عن خطوط الغاز عالميا، وبالتالي التفتيش عن مصادر طاقة بديلة. وتبدو حقول المتوسط واعدة في هذا المجال. أضف إلى ذلك، ما تردد عن رفض إيراني السماح لإسرائيل باستخراج النفط والغاز من دون رفع الحظر عن شراء النفط الايراني عالميا ، والذي هو مطلب اساس في مفاوضات البرنامج النووي ، ما يعني إعطاء زخم لانهاء ترسيم الحدود والتفرغ لتلزيم التنقيب. علما بأن خشبة خلاص لا تكمن في استخراج لبنان ثروته النفطية بقدر قيام دولة قادرة على إدارة شؤون شعبه دونه اذلال، وهي أمنية بعيدة المنال حاليا.
المصدر: خاص “لبنان 24”