غدر غزة: إسرائيل تغامر
خلافاً للأجواء التي كانت سائدة حتى عصر أمس، والتي أوحت بمجملها بأن ثمّة اشتغالاً جدّياً على إيجاد مخرج من التوتّر الذي تسبّبت به عملية اعتقال الشيخ بسام السعدي من مخيم جنين، فاجأ العدو الجميع بإطلاق عملية عسكرية ضدّ قطاع غزة، بدأها باغتيال أحد أبرز قياديي «سرايا القدس»، الشهيد تيسير الجعبري. وإذا كانت خلفيات هذا القرار المباغت ومآلاته لم تتّضح بشكل كامل بعد، فالأكيد أن العدو لم يكن ليحتمل أياماً إضافية من حالة الوقوف على «رِجل ونصف» التي فرضتها عليه «الجهاد»، ولذا فقد كان لا بدّ له من مَخرج ينهي حالة المراوحة هذه، والتي أظهرته أمام المستوطنين في صورة العاجز والمكبَّل. أمّا على المستوى الأعمّ، وعلى الرغم من أن دولة الاحتلال لم تكن معنيّة بالانجرار إلى أيّ نوع من المواجهة، سواء المحدودة أو الواسعة، إلّا أن حساباتها قد تكون تبدّلت بفعل عوامل كثيرة، ولّدت لديها اعتقاداً بضرورة إحداث نوع من الصدمة لدى جميع أعدائها، على قاعدة «اضرب الضعيف ضربة ينخلع لها قلب القوي». وأيّاً تكن الحسابات الإسرائيلية، فالأكيد أن المقاومة اتّخذت قرارها بالمواجهة، صفّاً واحداً، في حرب فُرضت عليها فرضاً، وربّما تشكّل نافذة لها لكسْر «الستاتيكو» السائد منذ معركة «سيف القدس»، والذي تخلّلته الكثير من محاولات الابتزاز والإخضاع وتفريغ الانتصار من مضمونه
المصدر : الأخبار