كوريا الشمالية تطلق صاروخاً بالستياً.. ونظام الإنذار المبكر ينطلق في اليابان
كوريا الشمالية تطلق صاروخاً بالستياً متوسط المدى حلّق فوق اليابان قبل أن يسقط في المحيط الهادىء، والبيت الأبيض يدين العملية.
أطلقت كوريا الشمالية، صباح اليوم الثلاثاء، صاروخاً بالستياً متوسط المدى حلّق فوق اليابان قبل أن يسقط في المحيط الهادىء على بعد 3 آلاف كيلومتر من اليابان، في حدث غير مسبوق منذ العام 2017، ويأتي ضمن حملة التجارب العسكرية المكثّفة التي تجريها بيونغ يانغ منذ مطلع العام.
وقال البيت الأبيض، في بيان، اليوم الثلاثاء، إنّ الولايات المتحدة “تدين بشدة قرار كوريا الشمالية الخطير والمتهور بإطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى فوق اليابان”.
وأضاف أنّ هذا العمل “يزعزع الاستقرار، ويُظهر تجاهل كوريا الشمالية الصارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي ومعايير السلامة الدولية”، مشيراً إلى أنّ “الولايات المتّحدة تتشاور مع اليابان وكوريا الجنوبية للردّ بقوة على إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً بالستياً”.
وبحث مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، ليل أمس الاثنين، مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي بشأن الردّ المشترك والدولي المناسب والقوي”، وأكدّ سوليفان “التزام الولايات المتحدة الصارم بالدفاع عن اليابان وكوريا الجنوبية”.
كذلك، أكد أنّ الولايات المتحدة “ستواصل جهودها للحدّ من قدرة كوريا الشمالية على تطوير برامج الصواريخ الباليستية، وأسلحة الدمار الشامل المحظورة، بما في ذلك مع الحلفاء والشركاء في الأمم المتحدة”.
وقالت آدريين واتسون، المتحدّثة باسم سوليفان، إنّ الأخير أجرى محادثتين منفصلتين مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي لبلورة ردّ “دولي مناسب وقويّ”، وأعاد التأكيد على “الالتزام الراسخ” للولايات المتّحدة الدفاع عن اليابان وكوريا الجنوبية.
وفي اليابان، حلّق الصاروخ البالستي فوق أراضيها الشمالية، والشمالية الشرقية، ودعت السلطات سكّان هاتين المنطقتين للاحتماء، قبل أن تؤكّد أنّ الصاروخ سقط في المحيط الهادئ، من دون أن يسفر عن إصابات بشرية أو أضرار مادية.
وفي حدث نادر، تسبّبت هذه التجربة الصاروخية الكورية الشمالية بتفعيل نظام الإنذار المبكر “جي-أليرت” في اليابان، إذ ظهر على شاشات التلفزيون الوطني “إن إتش كي” تحذير يدعو سكان المناطق الشمالية والشمالية الشرقية إلى الاحتماء داخل مبانٍ أو تحت الأرض.
وسارع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى التنديد بتحليق الصاروخ فوق أراضي بلاده.
وقال كيشيدا للصحافيين إنّ “صاروخاً بالستياً عَبَر على الأرجح فوق بلدنا قبل أن يسقط في المحيط الهادئ”، مضيفاً إنّه “عمل عنف يأتي عقب عمليات إطلاق متكرّرة وحديثة لصواريخ بالستية.. نحن ندين بشدّة هذا الأمر”.
وبعد قرابة نصف ساعة من صدور هذا التحذير، قال مكتب رئيس الوزراء في تغريدة في “تويتر” إنّ “مقذوفاً، يبدو أنّه صاروخ بالستي كوري شمالي، حلّق على الأرجح فوق اليابان”.
من جهته، أعلن الجيش الكوري الجنوبي في بيان أنّه “رصد صاروخاً بالستياً مفترضاً متوسط المدى، أطلق من منطقة موبيونغ-ري في مقاطعة جاغانغ شمالي البلاد قرابة الساعة 07:23 (22:23 ت غ ) وحلّق فوق اليابان في اتّجاه الشرق”.
وأضاف البيان أنّ “الصاروخ حلّق لمسافة 4500 كلم على ارتفاع 970 كلم وبسرعة ناهزت 17 ماخ (أسرع من الصوت 17 مرة)”.
وأكّدت هيئة الأركان الكورية الجنوبية، في بيان، أنّ “الجيش يُبقي على حالة استعداد تام، ويتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتّحدة، وفي الوقت نفسه يعزّز المراقبة واليقظة”.
وتعهّد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك-يول بـ”ردّ حازم” على إطلاق الصاروخ البالستي من جانب كوريا الشمالية.
وفي 1 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أطلقت كوريا الشمالية صاروخين باليستيين قصيري المدى في اتجاه البحر الشرقي، وسط تصاعد التوتر على خلفية المناورات العسكرية الكورية الجنوبية – الأميركية الأخيرة.
وأجرت بيونغ يانغ الخميس تجارب صاروخية بعد ساعات على زيارة نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس لكوريا الجنوبية. وفي الأيام التي سبقت وصول هاريس، أجرت بيونغ يانغ عمليتي إطلاق لصواريخ بالستية.
وأعلنت كوريا الشمالية نفسها دولةً نوويةً، في 9 أيلول/سبتمبر الماضي، وأعطت الرئيس الكوري الشمالي كيم جون أونغ “الحق في التصرف بالسلاح النووي”.
يذكر أنّ بيونغ يانغ أجرت سلسلة اختباراتٍ هذا العام على الرغم من العقوبات، بما في ذلك اختبار صاروخ بالستي عابر للقارات للمرة الأولى منذ العام 2017.
– وكالات