قناطر زبيدة في الحازمية …..مناظر خلابة يقصدها هواة المشي في الطبيعة للسير إلى جانب النهر
تقرير مصور للزميل زينو مروة
تقع قناطر زبيدة في الجنوب الشرقي من بلدة الحازمية وتربط بين تلال المكلس من جهة وتلال الفياضية من جهة أخرى. تتميز المنطقة بطبيعتها الخلابة ومناظرها المميزة فيقصدها هواة المشي في الطبيعة للسير الى جانب النهر الذي يربط الحازمية بمنطقة المنصورية.
يبلغ طول القناطر حوالى 240 متراً وارتفاعها فوق مستوى مجرى نهر بيروت حوالى 44 متراً. وهي مؤلفة من ثلاثة مستويات من القناطر التي تمتد من الأعلى إلى الأسفل بشكل متناسق، وتمتد قناه جرّ المياه على قناطرها العليا.
بنيت هذه القناطر في الفترة الرومانية بالحجر الكلسي تعلوها أقواس سريرية نصف دائرية. كانت مخصصة لجر المياه إلى مدينة بيروت التي كان يطلق عليها سابقاً لقب مدينة الآبار، لكثرة انتشار آبار جمع مياه الأمطار فيها.
وبعد التوسع العمراني الضخم الذي شهدته بيروت خلال الفترة الرومانية، كان لا بد من البحث عن مصدر جديد للمياه لتأمين حاجة المدينة، وتغذية حمّاماتها وسبل المياه العمائرية المنتشرة فيها.
فقام الرومان بجر المياه اللازمة لهذه الأغراض من أحد الينابيع التي تغذي نهر بيروت، واعتمدوا في ذلك أسلوب جر المياه من خلال إنشاء قناة مبنية مقببة أحياناً أو محفورة في الصخر أحياناً أخرى.
لذلك انطلقت هذه القنوات من ينابيع الديشونية الواقعة على بعد حوالى 20 كم إلى الجنوب الشرقي من بيروت.
وكانت هذه القناة مزودة بعدد من التجهيزات التي تصلح لمراقبة مجراها وتنظيفه من جهة، وكذلك جُهزت ببرك لتركيد المياه ومساعدتها على التخلص من الاتربة والحجارة التي كانت تندفع معها من جهة أخرى
أما بالنسبة إلى تسمية هذه القناطر بـ”زبيدة”، فهناك الكثير من القصص المحلية المرتبطة بالموضوع. البعض يعتقد أن التسمية منسوبة إلى زنوبيا ملكة تدمر التي حكمت في القرن الثالث، ولكن ما من معلومات تشير إلى أن الملكة قد وصلت إلى لبنان وأقامت فيه مشاريع عمرانية. ويعتقد أيضاً أن زبيدة هي زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد التي تَنسب لها التقاليد الشعبية نوادر عدة وإنجازات عمرانية مختلفة.
ويبدو من خلال حجارة البناء وتصميمه أنه جرى ترميم بعض أجزائه في العصر البيزنطي. ولم يبق من القناطر اليوم سوى المستويين السفليين. أما القسم الوسطي من القناطر والذي يعلو مجرى النهر مباشرة فلقد تهدم بشكل كامل، ولم يبق منه إلا بعض دعائمه إضافة الى أن هناك قناطر أخرى رومانية تحمل الاسم نفسه فوق نهر إبراهيم في منطقة جبيل
مصدر المعلومات : من عدة مقالات إخبارية