حرب الإبادة في غزة وتأثيرها النفسي على الأطفال
فاطمة عطوي/ليطاني نيوز
ألحقت حرب الإبادة التي يرتكبها الإحتلال في غزة، أضراراً كبيرة فهي شكل من أشكال الحرب تلغى فيها جميع الحدود النفسية والجسدية.
وإن انعكاسات الحرب في فلسطين يمتد أثرها وتأثيرها على الحالة النفسية لدى الأطفال بعد مجازر القتل والدمار والإبادة الجماعية.
جميع أطفال العالم يتعلمون التاريخ من الكتب في المدارس، لكن أطفال فلسطين يعيشون تاريخ بلدهم ويسطرون ملاحم الصمود والبقاء، يعيشون جميع أنواع العنف والإحتقار عليهم وعلى حياتهم، وبالرغم من الحصار المتواصل فلا بدَّ من أن يخلق منهم أطفالاً لديهم هدف واضح ومع ذلك لا يعني غياب تأثير الحرب على صحتهم النفسية.
وشدد الخبراء ومنظمات حقوق الانسان على الالتفات لما لحق بأطفال غزة من تأثيرات نفسية جراء معايشتهم لحظة بلحظة وقائع الحرب على أرضهم، وهذه التأثيرات تتعمق في كيانهم النفسي وتؤثر على تصرفاتهم السلوكية..
الطفل في غزة يتعرض لإضطراب القلق المتواصل بسبب ذكريات الأحداث وما نتج عنها من ارتدادات سلبية على الواقع العام، من الممكن أيضاً أن يصبح لديه اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع نتيجه الغضب من العالم والمجتمع الدولي الذي يقف صامتاً أمام ما يحدث في غزة فتولد عنده غريزة الانتقام والحقد واحتقار جميع الحقوق والمنصات التي تعنى بحقوق الاطفال والانسان.
فأطفال غزة يحتاجون لعلاج نفسي بعد وقف الحرب، سواء علاج إضطراب القلق العام أو إضطراب الصدمة أو إضطراب السلوك والشخصية مضادة للمجتمع، كما بحاجة إلى تأمين أبسط المقومات التي تجعله ينظر إلى الحياة من باب الأمل والاستقرار.
إن الأطفال يتحملون وطأة الحرب المتصاعدة حالياً، بالإضافة إلى الضرر النفسي المتمثل في الخوف المستمر على حياتهم ومستقبلهم، و رؤية للدمار الكارثي، والتشرد المؤقت أو حتى الدائم، والمعاناة من انعدام الأمن الغذائي، لها عواقب طويلة الأجل.
ومشاهد القتل والدماء والأشلاء والدمار تؤدي لإضطرابات نفسية بالغة، كما تترك ذكريات صعبة لا تمحى بل تتجذر في النفس وتخلق أهداف وتطلعات أخرى، تولد الصراعات بين الأمم القادمة.