من صفد الى الجولان وصولاً الى الجليل .. مستوطنون يعبرّون عن خوفهم من عمليات ” حزب الله ” اليومية
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية عن تفاقم الأزمة التي يعانيها المستوطنون الصهاينة، في شمال فلسطين المحتلة لا سيما الواقعة على مقربة من الحدود مع لبنان، جراء العمليات الجهادية التي تنفذها المقاومة الإسلامية دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها: “منذ أكثر من خمسة أشهر وأجزاء واسعة في الشمال تحوّلت إلى مناطق أشباح، وضائقة السكان تتفاقم. مستوطنات كثيرة أُخليت، والطرقات أُغلقت بسبب تهديد الصواريخ المضادة للدروع والسياحة شبه معدومة تقريبًا”.
ولفتت الصحيفة إلى صلية الصواريخ المكثفة التي أطلقتها المقاومة الإسلامية، صباح يوم الثلاثاء 12/03/2024، وضمت 100 صاروخ باتجاه المواقع الصهيونية في شمال فلسطين والجولان السوري المحتلين، مؤكدة أن المستوطنين في الشمال “يعيشون التوترات بشكل مكثف”.
وأوضح نحمان ملول، صاحب مقهى في المدينة القديمة في صفد، أن: “هذا يوم آخر من القتال الذي لا نهاية له، في الجليل الأعلى وفي هضبة الجولان منذ خمسة أشهر، الأعمال التجارية تنهار، لن يعود أحد إلى هنا في هذا الوضع الأمني”. وأضاف ملول: “هناك أيام، كما حصل في بداية الأسبوع، عندما أطلق حزب الله عشرات الصواريخ على صفد وميرون وهناك صافرات إنذار لا تتوقف. مَن يدري ماذا سيحدث بعد شهر، إذا بدأت بالفعل معركة كاملة؟ أنا خائف جدًا. الجميع خائفون ومعظمهم في حالٍ من عدم اليقين. الناس لا يخرجون حقيقة، ولا يأتون ولا يوجد مداخيل. لا يمكن العيش هكذا مع كل الصواريخ وصافرات الإنذار التي لا نهاية لها”.
وقالت الصحيفة: “في هضبة الجولان أيضًا تُسمع أصوات قلقة. في مستوطنة عين زيفان وجدنا المزارع القديم أليكس كوديش قلقًا من صافرات الإنذار الكثيرة في المدة الأخيرة، ومن نقص السياحة وخاصة القدرة على الاهتمام بالأراضي الزراعية”.
وأوضح كوديش للصحيفة بقلق كبير أن: “الوضع ليس جيدًا؛ الحياة، الزراعة، المزاج، الجولان الخالي من المتنزهين”. وقال: “في الأسابيع الأخيرة تزايدت وتيرة إطلاق النار باتجاه جبل حرمون، إلى جانب محاولات تسلل طائرات معادية من الأراضي اللبنانية إلى منطقة المستوطنات الدرزية- مسعدا، عين كانيا، بقعاتا ومجدل شمس- وعندنا أيضًا في شمال الجولان هناك صافرات إنذار وطلب الدخول إلى مناطق محصنة. هذا مخيف، لكن ما يخيفني أكثر هو عدم وجود أشخاص- كل شيء فارغ هنا تمامًا”.
وأضاف كوديش: “هضبة الجولان، من دون سياحة وزراعة- شجرة التفاح الأخيرة في بساتين التفاح في عين زيفان قريبة جدًا من السياج الحدودي، 15 مترًا فقط. هناك خشية كبيرة أيضًا من قطف الكرز هذا العام. هل سأحصل على إذن في حال مواصلة القصف في المستقبل؟.. في هذه الحال، لن يخاطر أحد مع عائلته ويصعد إلى الشمال لموسم القطاف، وبشكل عام، ما نمر به لا يقارن بمستوطنات الجليل الأعلى التي تتعرض للقصف طوال الوقت”.
وفقًا للصحيفة، زوهار رودولف، وهو مربي نحل من مستوطنة دان في الجليل الأعلى، يعيش حاليًا في منزل استأجرته العائلة في وسط الكرمل في حيفا، بعد أن أُجلي قبل أكثر من أربعة أشهر. وسأل زوهار: “متى سينتهي الأمر؟.. لا أحد يقول متى سينتهي. انتقلنا مع أعضاء مستوطنة دان إلى فندق في حيفا، وبعد ذلك استأجرنا شقة في وسط الكرمل حتى تتمكّن ابنتنا زيف من الدراسة في الصف مع أصدقائها”.
أضاف زوهار: “إن العمل في تربية النحل في هذه الأيام، أيام الحرب في الجليل الأعلى، مهمة معقدة جدًا. هناك أيام من إطلاق النار من دون توقف. الخشية الكبيرة هي من إطلاق الصواريخ المضادة للدروع، لا يمكن لأحد أن يكون مستعدًا لها ولا يوجد وقت للحماية. انظروا إلى ما يحدث في مستوطنة المنارة ويرؤون وكفار يوفال.. هذا مخيف حقًا، لقد فوجئنا جميعًا بمستوى دقة الصواريخ. علاوة على ذلك، هناك خوف دائم من تسلل الطائرات من دون طيار”.
ولخّص زوهار كلامه للصحيفة بالقول: “بشكل عام، لا يمكن الوصول إلى كل خلايا النحل. فبعضها مناطق لا يسمح الجيش بالوصول إليها، أو الطرق المؤدية إليها مهددة. الأضرار الاقتصادية هائلة، والأصعب هو انعدام اليقين. هل ستندلع حرب شاملة؟ متى يمكن أن نعود إلى المنزل الذي نحبه كثيرًا في مستوطنة دان؟ إلى متى سنظل رُحّل؟ كل شيء غامض للغاية”.
المصدر : العهد