دمار وقتل ورصاص وحلول غائبة… 150 يوما على اندلاع الحرب في أوكرانيا


جاء في “الجزيرة”:

نشرت صحيفة “إندبندنت” (Independent) البريطانية تقريرا عن الحرب في أوكرانيا بمناسبة مرور 150 يوما على بدايتها في 24 شباط الماضي، تتحدث فيه عن ميزان القوى العسكري بين طرفي الحرب، وعوامل القوة الاقتصادية والسياسية لدى كل منهما، وتوقعاتها لمآلاتها.
ويقول التقرير إن القوات الروسية أظهرت تفوقا واضحا في الأشهر الماضية، لكن الأسلحة الغربية تحدث فرقا كبيرا لمصلحة الأوكرانيين، بيد أنها لا تتوقع نهاية قريبة للحرب.

ويوضح التقرير أن معدل الخسائر في صفوف القوات الأوكرانية في شرق أوكرانيا في الأشهر الماضية كان مروّعا: أكثر من 100 جندي يقتلون كل يوم، مع جرح نحو 350 آخرين في المتوسط.
تفوق القوات الروسية
ويضيف التقرير أن القوات الروسية كانت تتفوق على الأوكرانية التي تتعرض للقصف من مسافة أبعد من مدى مدفعيتها وصواريخها.
فبالإضافة إلى نقص الأسلحة البعيدة المدى، هناك نقص حاد في الذخيرة؛ فعلى كل 10 هجمات روسية، ترد القوات الأوكرانية بـ3 أو 4 هجمات فقط. وتظهر الأرقام الرسمية، حسب كييف، أن الأوكرانيين يطلقون 6 آلاف قذيفة في اليوم مقارنة بـ20 ألف قذيفة يطلقها الروس.

الأسلحة الغربية لأوكرانيا
ويورد التقرير أن المدفعية والصواريخ الغربية بدأت في الوقت نفسه تأتي بأعداد أكبر، وذلك يمنح الأوكرانيين فرصة للمقاومة. فإلى جانب 12 قاذفة صواريخ “هيمارس” (Himars) أميركية وبريطانية، هناك مدافع “هاوتزر” من عيار 155 ملم أميركية و”قيصر” فرنسية، ومزيد من صواريخ “جافلين” و”ميلانو” و”إن لو” المضادة للدبابات، بالإضافة إلى صواريخ “ستينغر” المضادة للطائرات.

ومن المقرر أن ترسل واشنطن طائرات من دون طيار “انتحارية” من طراز “فوينكس غوست” (Phoenix Ghost)، ومزيدا من الطائرات من دون طيار التركية “بايراكتار” (Bayraktar)، وأجاز مجلس النواب الأميركي مبلغ 100 مليون دولار لتدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة طائرات حربية متقدمة، وذلك يفتح إمكانية توفير مقاتلات “إف-15″ و”إف-16” لاستخدامها في الصراع.
وتقول “إندبندنت” إن الأشهر القليلة المقبلة ستنبئ إذا كانت هذه الأسلحة الغربية يمكن أن تساعد في قلب الوضع، ويبدو أن المرحلة التالية من الهجوم الروسي ستشمل على الأرجح محاولة للاستيلاء على المدن المتبقية في المنطقتين الشرقية والجنوبية.

العقوبات الغربية
وعن العقوبات الغربية ضد روسيا تقول الصحيفة إنها، بلا شك، أثرت على الاقتصاد الروسي، لكنها فشلت في منع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إضافة 100 مليار دولار إلى صندوق الحرب في الأيام الـ100 الأولى من الغزو. وجاء التدفق الهائل للأموال من مبيعات منتجات الطاقة، مع استفادة موسكو من الارتفاع الحاد في الأسعار وبيع النفط المخفض بشدة للمشترين الرئيسيين مثل الصين والهند.
وأشارت إلى أن روسيا سعت إلى تعزيز العلاقات خارج الغرب عبر سلسلة من المحادثات مع بكين ومجموعة “بريكس” المكونة من البرازيل وروسيا والصين والهند، وزيارة بوتين لإيران للقاء رئيسها إبراهيم رئيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ضغوط الوقود الروسي لأوروبا
في هذه الأثناء، تستمر “إندبندنت” قائلة إن ارتفاع أسعار الطاقة للمستهلكين في أوروبا، والتهديد بأن موسكو قد تقطع إمدادات الغاز مع اقتراب فصل الشتاء قد يؤدي إلى استنزاف بعض الدعم الكبير الذي تتمتع به أوكرانيا حتى الآن في الغرب.

وتقول إن الأوكرانيين يمكن أن يروا المخاطر التي تنتظرهم، وسيحاول الكرملين حمل الحكومات الغربية، التي يواجه كثير منها وضعا اقتصاديا وسياسيا متدهورا، للضغط على كييف لقبول وقف إطلاق النار، وترك مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية في أيدي روسيا.

ويريد الروس أن تقبل أوكرانيا بالوضع الراهن، وبفقدان الأراضي السيادية، وإبرام صفقة من نوع ما، وسوف يستغلون وقف إطلاق النار لإعادة تجميع صفوفهم وإعادة تسليحهم ثم استئناف حربهم “العدوانية”.

تبدو بعيدة عن النهاية
ويخلص التقرير إلى أن الأسلحة الغربية تحدث فرقا كبيرا في دعم الدفاع الأوكراني، إذ لم يكن هناك أي تقدم روسي ملحوظ في دونباس في الأسبوع الماضي.

ونقل عن فولوديمير هافريلوف، نائب وزير الدفاع الأوكراني، قوله إن الصواريخ المضادة للسفن ستستخدم لضرب أسطول البحر الأسود الروسي.
ويقوم الروس حاليا بنقل بعض سفنهم من قاعدة القرم في سيفاستوبول إلى موقع أكثر أمانا في نوفوروسيسك بجنوب روسيا.

ومع ذلك، تختم “إندبندنت” تقريرها بتصريحات من مسؤولين عسكريين أوكرانيين بأن هذه الحرب الدموية وغير العادية تبدو بعيدة عن النهاية. “الجزيرة”
المصدر: االجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى