متى يعود “المستقبل” الى الحياة السياسية؟
لا يزال “تيار المستقبل” يلعب دورا جديا في الحياة السياسية اللبنانية بالرغم من انكفائه المعلن والذي ترجم في الانتخابات النيابية الاخيرة، وفي عدم عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان في ظل الازمة السياسية الحالية، لكن “المستقبل” من خلال نوابه الحاليين يحافظ بنسبة عالية على حضور داخل المؤسسات الدستورية في لبنان…
يرى بعض المتابعين للشأن السياسي ان الرئيس سعد الحريري، وفي ظل غياب القيادات السنيّة عن الساحة النيابية، يستطيع اعادة تشكيل كتلة نيابية كبيرة بالرغم من عدم خوضه للإنتخابات، لكن بعيدا عن هذه النظرية فان ما لا يقل عن عشرة نواب في المجلس الحالي هم عمليا يدورون في” فلك المستقبل”.
تمكّن نواب “المستقبل” من الفوز معتمدين على حيثياتهم السياسية والشعبية وعلى الدعم غير المباشر لتيارهم في هذه الدائرة او تلك، كما ان هؤلاء النواب، وبالرغم من عدم تشكيلهم لكتلة او تكتل نيابي علني، غير انهم استطاعوا التفاهم على ان يكون لديهم صوت واحد في الغالبية العظمى من الاستحقاقات.
يخفف نواب “المستقبل” من وطأة غياب الرئيس الحريري وانكفاء التيار السياسي، اذ انهم يبقون بيت الوسط في صلب المعادلات ويمنعون اضمحلال حضوره السياسي ، مركزين على فكرة محورية مفادها انهم عمليا بيضة القبان الاكثر تأثيرا في المجلس الحالي.
لا يبدو الرئيس سعد الحريري مستعجلا للعودة الى لبنان وبالتالي الى الحياة السياسية ،كما ان عودته الان ستعيد تشكيل موقعه السياسي وتكرّس مواجهته للمملكة العربية السعودية، وهذا اخر ما يريده الرجل.
عودة “المستقبل” للعمل السياسي لن تحصل بشكل علني الا في حال حصول تسوية جدية في المنطقة تعيد فيها السعودية حضورها المباشر على الساحة اللبنانية ، وعندها ستكون الرياض بحاجة لاعادة احتواء الحالة الشعبية ل” تيار المستقبل” من دون ان يكون التيار السنّي الوحيد الذي تربطه علاقة سياسية وثيقة بالمملكة .
وفي تقدير مرجع مطلع انه من الصعب على الحريري استعادة دوره من دون تأمين عدة شروط اولها العلاقة الايجابية مع المملكة العربية السعودية، اضافة الى تأمين موقع وحضور سياسي لا يقل عن الموقع السابق الذي تركه قبل الاعتكاف السياسي، وهذا لا يتأمن الا من خلال التسوية ووضع حد الانهيار الاقتصادي الذي هشم الواقع الشعبي للقوى السياسية كافة.
– لبنان 24