الجيش يُطوّق إهراءات القمح داخل مرفأ بيروت.. ماذا يجري؟

خلال الأيام القليلة الماضية، أصبحت إهراءات القمح المدمّرة في مرفأ بيروت محوراً أساسياً للمتابعة لاسيما بعد الحرائق العديدة التي اندلعت فيها وفي محيطها ايضا ، الأمر الذي فتح الباب أمام إمكانية انهيارها بأي لحظة.

وانطلاقاً من هذه المشهدية المرتبطة بخطرٍ كبير، جرى اتخاذ قرارٍ بعدم انخراط أي فرق للإطفاء في عملية إخماد الحرائق في محيط الإهراءات، خصوصاً أن هذا الأمر يُهدد رجال الإطفاء بانهيار مفاجئ. ولهذا، تمّت الاستعانة بطوافات عسكرية للجيش بهدف إخماد النيران من الجو من جهة، في وقتٍ برز طرحٌ جديد بالاستعانة بمضخات مائية تتوزع في محيط الإهراءات من أجل إطفاء أي حريق يندلع هناك.

إجراءات وتطويق
حتى الآن، فإنّ الإهراءات ما زالت على حالها ولا انهياراتٍ تُذكر في أي أجزاء منها، لكن الخوف يكمُن في أن يحصل هذا الأمر في أي لحظة من اللحظات دفعة واحدة، باعتبار أن الإنحناءات في الجزء الشمالي من الإهراءات ازدادت بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، ما يعني أن سقوطه بات قريباً.

ولهذا، اتخذ الجيش داخل المرفأ إجراءاتٍ احترازية تقضي بإغلاق كل المساحة المحيطة بالإهراءات منعاً لدخول أي شخص إلى هناك، في حين أنه تم إخلاء كل الأرصفة المحاذية للإهراءات ومنع أي سفنٍ من الرسو هناك.

وفي السياق، تقول مصادر عسكريّة رفيعة المستوى لـ”لبنان24″ إنّ “الجيش استقدم مستوعبات وعوازل حديدية لتطويق وعزل مكان الإهراءات داخل المرفأ”، مشيرة إلى أنّ “الأمر هذا هو احترازي والهدف الأساسي منه تجنب حصول أي كارثة وحماية العاملين أو العسكريين أو أي أحد من خطر انهيار الإهراءات”.

وأكدت المصادر أن هناك تواصلاً وتنسيقاً مع الجهات والوزارات المعنية لمتابعة موضوع الإهراءات خصوصاً أن هناك جوانب علمية يجب الوقوف عندها وعدم التغاضي عنها، موضحة أنّ “النشاط الذي قام به الجيش مؤخراً ليس جديداً ولا يمكن تأويله أو تضخيمه أبداً”، وأردفت: “كل ما حصل هو أن الحماية مطلوبة، ولهذا السبب حصل ما حصل داخل المرفأ من خلال مد مستوعباتٍ وعوائق حديدية”.

مع هذا، فقد كشفت معلومات “لبنان24” بأنّ “العمل مستمر على إعداد تقريرٍ مفصل مرتبط بالأوضاع المستجدة للإهراءات من قبل الجهات الأساسية المعنية بالملف، كما أن هناك متابعة علمية من خبراء أيضاً قائمة بشكل مستمر”.

إلى ذلك، يقول أحد العاملين داخل مرفأ بيروت لـ”لبنان24″ إنّ “هناك إجراءات عديدة اتخذت مؤخراً تقضي بمنع اقتراب أي أحدٍ من الإهراءات، وقد جرى تعميم هذا الأمر في أوساط العاملين”، ويضيف: “في أي لحظة نتوقع حصول انهيار، لكن الأفضل هو أن تكون المنطقة معزولة كي لا يتأذى أحد، وحسناً فعل الجيش بخطوة تطويق الإهراءات لأنه من الممكن أن يدخل أشخاص إلى هناك، وبالتالي تحصل كارثة غير موجودة في الحسبان”.

صورٌ تظهر تطويق الإهراءات عبر مستوعبات حديدية (بعدسة المصوّر نبيل اسماعيل):




المصدر : لبنان 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى