هوكشتاين عائد “In few weeks” والتنقيب مؤجل
يقول خبير عسكري مطلع على اجواء المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية: يبدو أن بعض السياسيين يضعون سيناريوهات افتراضية لاتفاق مع العدو الاسرائيلي بشأن الترسيم ويصدقونه، فتبعا لنصوصهم، اسرائيل لا يمكن أن تغامر بأي حرب لحرصها على استخراج الغاز لتصديره الى اوروبا التي تسعى الى تنويع مصادر طاقتها، وبالتالي فهي تستعجل الحل مع لبنان.
هذا السيناريو، بحسب هذا الخبير دحضته اسرائيل في الساعات الماضية، عندما هدد وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لبنان بقوله “في حال هاجم حزب الله منصة الغاز، وفرض علينا مواجهة سنمحو الضاحية الجنوبية”.
لا تخفي اسرائيل احتمال حصول تصعيد مع حزب الله إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع لبنان على الترسيم، فوزيرة الطاقة الاسرائيلية كارين الحرار اشارت الى إمكانية تأجيل استخراج الغاز من كاريش إلى بعد شهر ايلول.
اذن عادت الامور لتتدحرج نحو فرضية المواجهة، تقول مصادر مقربة من حزب الله لـ”لبنان 24″. فالافراط في التفاؤل ليس الا خدمة لسياسة التخدير الاميركية التي تريد ان تعزل الحزب عن الملف على قاعدة ان الحل ات، ليجد لبنان نفسه بعد فترة من الوقت أمام واقع إنتاج اسرائيل للغاز من المنطقة المتنازع عليها وتحويلها إلى حق مكتسب لا يستطيع لبنان انتزاعه في مرحلة لاحقة.
في اجتماع قصر بعبدا، الذي جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بالوفد الاميركي، قال هوكشتاين: سوف أعود
“In few weeks” وبالتالي من الخطأ الترويج انه سيعود خلال اسبوعين، مشيرة إلى ان الامور تبقى في خواتيمها، ومن الصواب التخفيف من وطأة الايجابية التي يشيعها وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب ولو كانت عن حسن نية . لكن هذه الاجواء في المقابل قد يتم استغلالها خارجيا، بحيث تطمئن شركات التنقيب والانتاج وشركات التأمين، وهذا من شأنه أن ينقل المشهد من بيئة نزاع الى بيئة أمان، الأمر الذي يخدم الشركات الاسرائيلية. ومن وجهة نظر هذه المصادر فإن التفاؤل المطلق سقط مع التصريحات الاسرائيلية، والامور سوف تتظهر من الان الى 25 من اب كحد اقصى لجهة الاتفاق او المواجهة، علما ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لم يأت امس في كلامه خلال مجلس عاشورائي على ملف الترسيم لكن الحزب على جهوزية.
في سياق متصل لما تقدم، يبدو ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لا يحبذ التفاؤل المفرط ايضا، وان كان يرى، بحسب زواره ان الامور ايجابية في الشكل ، فاجتماع بعبدا عكس دلالات عديدة، خاصة وان رئيس الجمهورية هو المعني الوحيد بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية عملا بالمادة 52 من الدستور، واهمية الاجتماع انه بدأ وانتهى بموقف لبناني موحد تبلغه الوسيط الاميركي. ولا يمانع الرئيس عون العودة الى الناقورة وتصديق الاتفاق خلال جلسة او جلستين، علما ان ليس هناك دافعا جوهريا للعودة الى مفاوضات الناقورة. والمرسوم الذي سوف يوثق الاحداثيات الجديدة بعد الاتفاق لجهة تعديل المرسوم 6433 مرفق بخريطة دقيقة سيرسل الى الامم المتحدة التي سوف يرسل اليها العدو الاسرائيلي من جهته مرسوما.
عند الحديث عن الحدود والخطوط، يقول المتابعون لهذا الملف:الحدود البحرية تختلف عن الحدود البرية وإن تفاعلا او كان لأحدهما تاثير على الاخر. ففي البر يمكن وضع جدار العزل، على غرار الجدار بين الولايات المتحدة والمكسيك. لكن في البحر من الممكن ان يكون هناك ثروة على جانبي الخط( بئر غاز مستكشف قد يتمدد على طرفي الخط ويصبح حقلا مشتركا بين دولتين).
وعليه، الاكيد أن الرئيس عون مصر على حق لبنان بالخط 23 وبحقل قانا وهذا ما تبلغه الوسيط الاميركي ، مؤكدا ان لبنان يرفض الاستكشافات والتنقيب في المناطق المتنازع عليها الى حين الحل ويريد بت الموضوع باكمله، ولن يقبل تقاسم الثروات والتنقيب المشترك ايا كانت صيغته.
في نهاية المطاف، الوسيط الاميركي سيعود بجواب سيجري تقييمه من قبل الذين اجتمعوا في بعبدا ليبنى على الشيء مقتضاه بعيدا عن ايهام اللبنانيين بتقدم هائل وكأن الاتفاق قد وقع، علما ان اوساطا دبلوماسية ترجح الحل على أساس التنقيب وليس الترسيم، مشيرة إلى احتمال أن يتم ارجاء العمل والتنقيب في حقل كاريش إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، وهذا يعني لو صحت المعطيات الدبلوماسية أن هذا الملف سوف يجمد إلى ما بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
المصدر: خاص “لبنان 24”