السيد نصر الله: يجب أن نكون جاهزين ومستعدين لكل الاحتمالات.. وسنردّ على أي اعتداء على أي إنسان في لبنان
وجّه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله رسائل على امتداد المنطقة من فلسطين إلى نيجيريا واليمن وسوريا والعراق والبحرين ولبنان، مؤكدًا على جهوزية المقاومة وقدراتها وجاهزيتها في مواجهة أي عدوان، ومجددًا عدم التنازل عن الحقوق والثروات، ومذكرًا الأعداء “بأننا أحباء وعشاق وأنصار ذلك الإمام الذي وقف في مثل هذا اليوم الذي قال ألا إن الدعي إبن الدعي قد ركز بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة”.
السيد نصر الله، وفي كلمته خلال ختام المسيرة العاشوريائية الضخمة التي نظمها حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، الثلاثاء، قال “في يوم الدفاع عن الكرامات، أقول لكم ولكل اللبنانيين وخصوصا لجمهور المقاومة وبالأخص لمجاهدي المقاومة يجب أن نكون جاهزين ومستعدين لكل الاحتمالات”.
وأضاف معلقا على المفاوضات حول النفط والغاز في البحر”نحن في هذه المعركة وهذا الاستحقاق جادون إلى أبعد حدود الجديّة، وكما قلت في الماضي أقول للأمريكيين، الذين يقدّمون أنفسهم وسطاء وهم ليسوا وسطاء، وأقول للاسرائيليين لبنان وشعب لبنان لا يمكن بعد اليوم أن يتسامح بنهب ثرواته، نحن وصلنا إلى آخر الخط وسنذهب إلى آخر الطريق، ولا يجربنا أحد ولا يمتحننا أحد ولا يهددنا”.
السيد نصر الله شكر الحاضرين من محبي الإمام الحسين (ع) الذين شاركوت في المراسم العاشورائية، وقال “أنتم تعبّرون اليوم كما كنتم تعبّرون على مدى 40 عاما.. نحتشد في هذه الساحة لنجدد عهدنا وميثاقنا مع رسول الله وآله ومع سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)”، وأضاف “اتوجه اليكم بالشكر على هذا الحضور الكبير والمهيب المواسي وأنتم تعبرون اليوم كما كنتم تعبرون على مدى أربعين ربيعا عن وفاءكم واخلاصكم وصدقكم وثباتكم لم يمنعكم عن التعبير عن هذا الحب والعشق والولاء لا حرب ولا سيارات مفخخة ولا حر ولا ثلج”.
وتابع قائلا “نجدد لك يا أبا عبد الله عهدنا وبيعتنا وصدقنا وإخلاصنا والتزامنا في هذا الطريق الذي لن نتخلى عنه مهما كانت التضحيات، وكما كنا نقول لك على مدى 40 عامًا وفي كل الميادين وعند كل التحديات وفي كل الساحات لبيك يا حسين”.
سماحته عبّر عن المواساة لمواطني نيجيريا الذين يُطلق عليهم النار خلال إحياء مراسم عاشوراء، مضيفًا “يوم عاشوراء هو يوم نصرة المظلوم ونعبر عن مواساتنا للمظلومين في نيجيريا هناك اتباع لأهل البيت ما زالوا حتى الآن في كل سنة عندما يحيون موكب العاشر ويخرجون في مواكبهم السلمية يطلق عليهم النار على الرجال والنساء والأطفال وذلك يذكرنا بالماضي.. ونقدم المواساة إلى الشيخ إبراهيم الزكزاكي ونجدد العزاء له ولاخوانه المظلومين في نيجيريا ونسأل الله أن يفرج عنهم في القريب العاجل”.
السيد نصر الله تابع “عاشوراء الحسين (ع) نعتز بالشهداء والمقاومين في فلسطين الذين دائماً يقاتلون بصمود أسطوري ونجدد التزامنا كما كنا نفعل منذ 40 عاماً بهذه القضية المقدسة ونجدد وقوفنا إلى هذا الشعب المناضل.. فلسطين هي القضية المركزية ونحن لا نتوقع من الأميركيين أو المستبدين الرحمة أو العدالة ولكن نتوجه إلى من يدعون العروبة أين هم من الدماء المسفوكة في الضفة والقدس وغزة؟”.
كما جدد الالتزام بالقضية الفلسطينية “ونحن موجودون دائما في الجبهة الأمامية”.
السيد نصر الله رأى أنه “من أبشع المطبعين نظام البحرين الذي أظهر خلال الأيام الماضية أنه لا يطيق راية سوداء ترفع في المنامة أو أي من بلدات البحرين… نستحضر مظلومية شعب البحرين أمام طغمة حاكمة فاسدة خائنة تسلبه أبسط حقوقه الطبيعية وتحتضن أعدائه وتفرض التطبيع”.
وجدد أيضًا “وقفتنا إلى جانب الشعب المجاهد والمحاصر في اليمن الذين يقاتلون منذ سنوات دفاعاً عن كرامتهم ووطنهم في مواجهة الاحتلال والعدوان والإذلال والاستكبار”، مؤكدًا أن اليمنيين “لا يعرفون الكلل أو الملل ويملأون الجبهات والساحات رغم الحصار عليهم وآلامهم وجراحهم”، وأن “مظلومية الشعب اليمني تجسيد حقيقي للصمود والإباء وانتصار الدم على السيف وتجسيد حقيقي لكربلاء ولسيد الشهداء أبي عبدالله ونجدد في عاشوراء”.
سماحته عرّج على العراق الأرض المقدسة آملا “أن يتمكن جميع الأعزاء أن يعملوا بحكمة من أجل أن ينقذوا العراق من أجل العراق ومن أجل الأمة كلها وفي صراع الأمة في مواجهة قضاياها الكبرى”.
كذلك في سوريا، التي تخطت الحرب الكونية ولكنها تعاني الحصار، مشددا على ضرورة أن يرفع عنها الحصار.
السيد نصر الله أكد أن إيران بقيادة الإمام الخامنئي ستبقى طليعة الإسلام القوي، مستذكرًا عاشوراء سيد شهداء محور المقاومة قاسم سليماني وأخاه الشهيد القائد أبي مهدي المهندس.
وبالانتتقال إلى لبنان، قال سماحته “نحن سادة قرارنا ونحن شعب واجهنا على مدى 40 عاماً الحصار والحروب والاغتيالات، وسنظل نتطلع إلى مستقبل واعد لشعب لبنان ونحن نتطلع إلى لبنان القوي الحر العزيز القادر على حماية سيادته وكرامته والقادر على استخراج ثروته الطبيعية، ونتطلع إلى لبنان القادر على منع أي يد أن تمتد إلى ثرواته الطبيعية كما عمل قطع أي يد حاولت أن تمتد إلى أرضه وقراه ومدنه”.
الأمين العام لحزب الله حذّر “اليد التي ستمتد إلى أي ثروة من ثروات لبنان ستُقطع كما قطعت عندما امتدت إلى أرضه”، مشيرًا إلى أن “المطلوب من المسؤولين اللبنانيين أن يعيشوا مع آلام الناس”، داعيًا لتشكيل حكومة حقيقة كاملة الصلاحيات لتتحمل المسؤوليات إذا لم يتم الاستحقاق الرئاسي أو إذا تم.
وفي مسألة النفط والحدود البحرية، قال “نحن في الأيام المقبلة ننتظر ما ستأتي به الأجوبة على طلبات الدولة اللبنانية ولكن أقول لكم في عاشوراء يجب أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات”.
وتوجّه للعدو الصهيوني بالقول “تلقينا الرسائل المطلوبة في حرب غزة ورأينا صمود غزة ونحن في لبنان حسابنا معكم حساب آخر”، مؤكدًا أن “المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى
السيد نصر الله: في الأيام القليلة الماضية سمعنا العديد من التصريحات والتهديدات تجاه لبنان… أما في لبنان فحسابكم معكم هو حساب آخر وخبرتونا وما حرب تموز ببعيدة لا تخطأوا مع لبنان ولا مع شعب لبنان”.
وتابع سماحته “سمعنا أن الإسرائيليين يخططون لاغتيال قادة فلسطينيين وإذا حصل هذا الأمر في لبنان، أي اعتداء على أي إنسان في لبنان لن يبقى من دون عقاب ولن يبقى من دون رد”.
السيد نصر الله أضاف “رسالتنا اليوم نذكركم بأننا أحباء وعشاق وأنصار ذلك الإمام الذي وقف في مثل هذا اليوم الذي قال ألا إن الدعي إبن الدعي قد ركز بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة”، مشددًا على أنه ينبغي على العدو أن يعرف من يقف في الجبهة المقابلة وأن في لبنان مقاومة أثبتت أنها تقهر الجيش الذي قيل أنه لا يُقهر، مؤكدًا “نرفض أن تنهب ثرواتنا ونرفض أن تنتقص سيادنا وأن تفرض علينا غير إرادتنا”.