كساد في محصول الموسم الماضي وجمود في انطلاقة الموسم الحالي ….على عكس العام المنصرم الخروب هذه السنة لن ينتج ذهبا
تحقيق : رضا دياب
خاص : ليطاني نيوز
على عكس العامين الماضيين اللذين ازدهر بهما موسم الخروب في لبنان وفي جنوب لبنان خاصة حتى غدا الخروب محط آمال الكثيرين من مزارعين ومعاصر وتجار في ازدهار قطاعهم وبلديات في تأمين مداخيل جانبية لصنادقيها الفارغة في ظل هذه الأوضاع، لا يبدو أن الموسم هذه السنة سيكون كما كان في الأعوام الأخيرة بعدما تنبه المزارعون إلى أن للخروب فوائد أخرى، غير إنتاج الدبس، منها أنه يستخدم لصناعة أدوات التجميل وبعض الأدوية العلاجية الأخرى. وتقوم شركات أجنبية بشرائه بأسعار مرتفعة، ولا سيما بذار الخروب التي تستخدم لصناعة الأدوية ومستحضرات أخرى، حتى قيل إن ثمنها يدفع بالعملة الصعبة ، إلا أن موسم الخروب هذه السنة لم يبدأ بعد على عكس العام الماضي حيث كان الموسم في مثل هذه الأيام كان قد انتهى بعدما أنتج ذهباً لكل من عمل به
لا يوجد أسواق للخروب حتى الآن بهذه الكلمات بدأ أحمد متيرك من بلدة ارزي متعهد ورش خروب كان قد أنتج في العام الماضي أكثر من 175 طن حديثه ” لليطاني نيوز ” وقد عزا السبب إلى أنه لا يوجد تصدير هذا العام نتيجة تكدس البضاعة وخاصة بذر الخروب من العام الماضي لدى التجار ويشير إلى أن الأسعار وإعطاء سعر مناسب للمزارع له دور كبير في عملية تعهد الورشة فعلى الرغم من عدم وجود وجود أي أسواق حتى الآن إلَّا أنني تعهدت ورشة تابعة لإحدى البلديات ب 75 مليون ليرة لم تتخط ال 1000$ بينما ذات الورشة في العام الماضي حيث كان سعر الصرف ما يقارب 30 الف ليرة فكان استثمارهم بما يقارب 3000 دولار أميركي
وعن جمود هذا العام يشير السيد محمد زرقط صاحب شركة خيرات وادينا في بلدة الزرارية أنه وبسبب الإقبال الكثيف على تجارة الخروب منذ سنتين توقع الوصول الى هذه المشكلة وأحد أبرز وأهم تلك الرؤية المستقبلية هو الهجوم المبكر على قطف الخروب وهو لم ينضج بعد وحين تقطف الخروب قبل موعده وهو ما زال أخضراً يؤدي الى ضرب البذر فيصبح أسوداً ويسمى ” البذر الميت ” وذلك أدى الى ضعف الجودة وأصبحت النوعية سيئة جيداً إضافة الى دخول سمسارة كثر من سوريا و مصر و المغرب ليس لهم علاقة بالمصلحة فقاموا بشرائه بغية تحصيل ربح كثير وجميع من عمل بهذه الطريقة خسر ولم يربح وما زالت البضاعة مكدسة حتى الآن لعدم القدرة على بيع البذار نتيجة هذا الأمر وما زالت البضاعة مكدسة من العام الماضي لدى المعاصر والمطاحن ونحن على أبواب موسم جديد مما شكل كساداً كبيراً والمشكلة ليست فقط في لبنان بل المشكلة عالمية فمثلاً المغرب جميع بضاعتها ما زالت في الأسواق رغم بدء الموسم الجديد هناك وعلى صعيد لبنان وصف زرقط الموسم الحالي بالكارثي معلناً إنتهاء هذه المصلحة في لبنان حيث أشار الى أنه يتلقى يومياً العديد من الإتصالات من بلديات وأصحاب بساتين عارضين شراء ما لديهم بمبالغ جداً زهيدة إلا أننا نرفض ذلك لأن النتيجة هي الخسارة على أمل أن يحصل شيء يغير المعادلة فقد دخلنا موسماً جديداً وما زالت منتوجات العام الماضي مكدسة ومثل هذه البضاعة من المعروف أنه إذا مر عليها سنتين أصبحت للتلف وهناك مشكلة أخرى هي دخول سماسرة كبار في المغرب على خط الإنتاج واحتكار بذار الخروب وطلب مبالغ كبرى ومُضاعفة مقابل تسليمها الى المعامل في الخارج مما دفع الشركات إلى الرضوخ لهذا الأمر مما سبب خسائر كبرى للمعامل التي سارعت الى اكتشاف مادة أخرى بديلة عن بذار الخروب وأصبحت تستعملها في صناعاتها مستغنية عنها
يشاطر السيد حسين خليفة صاحب معصرة الخرايب السيد زرقط رأيه حيث يعتبر أن الموسم حتى الآن في سبات معتبراً أن السنة الماضية كانت سنة ذهبية للخروب وغير معروف حتى الآن ما هي الأسباب التي دفعت بالتجار الكبار إلى جعله يحلق عالياً بهذا الشكل في العام الماضي فلم نشهد في السنوات الماضية البعيدة أي ازدهار للموسم كما في العامين الماضيين وحين نقول تجار كبار نتكلم عن تاجر يتعهد مئات الأطنان وقد أدى هذا الأمر الى مسارعة الناس بقطف الخروب قبل وقته مما انعكس سلباً على جودة الخروب وقد تم فحص الخروب في الموانئ قبل تصديره فتبين أن جودته سيئة و90 بالمئة منه تم رفضه حتى طعاماً للمواشي وهناك حقيقة أصبح يدركها أغلب الناس أن استثمار بذر الخروب أهم من الخروب حيث لم يتم تصدير بذار الخروب وبقيت في المعاصر مكدسة وحتى الآن لم تصرف انتاجها وبقيت هذه الحلقة مفقودة ومجهولة الأسباب ومعروف أنه في لبنان لا يوجد تواصل مباشر بين التجار والشركات إلا من خلال التجار الكبار الذين يجمعون كل السوق اللبناني ولكن قمت أنا بمبادرة شخصية وتواصلت مع الشركات فتبين أنه حتى في الخارج كان سوق بذر الخروب ضعيفاً وقد دفع ما حصل الى تخوف التجار والناس هذا العام من بدء القطف وحتى التسعير ففي العام الماضي في مثل هذا الوقت كان موسم الخروب قد انتهى جمعه ومن يسعر اليوم يضع تسعيرة أقل من سعر القمح والشعير الذي يؤخذ لصنع الأعلاف ولكن الأمور مجهولة حتى الآن ونحن بانتظار آخر آب حتى يتم الحديث عن الخروب وموسمه هذا العام بشكل رسمي وهناك نرى النتيجة عن انتاجية هذا الموسم أستكون مثمرة ومربحة وذهبية أم لا
أما معمل المختار في طيرفلسيه فيؤكد أنه لا أسعار الآن قبل شهر أيلول وأسعار ذهبية مثل العام الماضي لا يوجد فالخطأ الكبير الذي حصل العام الماضي هو قطف الخروب باكراً مما انعكس على سمعة الخروب اللبناني في الخارج وقد نبهنا الناس الى ذلك إلا أنه لم يستجب أحد على عكس هذا الموسم حيث استجاب البعض لنا بعدم قطفه باكراً ونحن بانتظار بداية أيلول حتى يتضح موسم الخروب الى أين ويضيف إن معملنا بالأصل مهمته إنتاج دبس الخروب وتصريف الإنتاج في لبنان جيد جداً وأسواق الدبس تتوسع
مردود سنوي جيد للبلديات
يشير رئيس بلدية النبطية الفوقا ياسر غندو لموقع الليطاني نيوز أن الخروب بداية كان يستخدم للدبس فكل طن خروب يستخرج منه 14 % دبس فكل ألف كيلو يتم استخراج 140 كيلو دبس منهم وكيلو الخروب يباع اليوم ب 2$ أي أن طن الخروب ينتج 280$ كحد وسطي بينما نتيجة الطلب على بذار الخروب في الخارج لصناعات متعددة أهمها الجلاتين النباتي فإن الطن يصل لحدود 5000$ على عكس هذا الموسم فنحن في البلدية كنا نجري مزايدة وكان متعهدو الورش يتقاتلون من أجلها وهذا العام أجرينا مزايدة قدّم إليها تاجران وأسعارهما أقل بكثير من السعر المطلوب فألغينا المزايدة ولم نطلق مزايدة أخرى وأنا اليوم اتصل بهم لأرى من يريد أن يستثمرهم فلا أحد يريد ونحن كبلدية سنعود الى الطريقة القديمة بأن نقوم نحن بقطافهم وأخذهم الى المعصرة والإستفادة منهم كدبس على الرغم من العناء الذي سنتكبده جراء ذلك وعن تأثير موسم الخروب على ايرادات صندوق البلدية فقد أكد غندور أن موسم السنة الماضية رفد صندوق البلدية بدعم جيد وعما إذا كان سيؤثر سلباً هذا الموسم أكد أنه بالنهاية سيدعم الى حد ما جتى لو بعناه دبساً ويعود ذلك الى أن لدينا ما يقارب 500 شجرة خروب وعلى الرغم من أن الحمل ليس كبيراً هذا الموسم إلّا أنه من المتوقع أن تنتج لنا ما يقارب 2500 كيلو دبس أي ما يقارب ايرادات 5000$ اذا ما تم بيع الكل دفعة واحدة وهكذا مبلغ يدفعنا الى الأمام شهرين إضافيين على الأقل
أما رئيس بلدية الطيبة عباس دياب فقد أشار في حديثه لليطاني نيوز أن هذا الموسم ضعيف جداً نسبة الى العام الماضي ولكنه يبقى مقبولاً ولو أضعف وعندنا إقبال على المزايدات عليه ومطلوب للسوق ويؤكد دياب أن أحد أهم مصادر الدخل للبلدية كان موسم الخروب السنة الماضية وقد ساهم في تأمين سلف على المعاشات للموظفين إضافة الى إنجاز بعض المشاريع للبلدية وهذا الأمر شجعنا في أن نستكمل في هكذا مشاريع انتاجية ونرى لها مستقبلاً زاهراً ونحن نسعى الى تطوير هذه الزراعة اضافة الى زراعة الصنوبر وأي شجر مثمر نسعى الى تطويره واستثماره حتى يكون مورداً ورافداً لصندوق البلدية حتى نستطيع القيام بمشاريع تخدم البلدة