النبطية تقدم قرابينها ليحيا الوطن وترسي معادلة الدم بالدم…والمقاومة تذكر : قدرتنا الصاروخية تمتد يدها من كريات شمونة إلى إيلات
زينة بريطع / ليطاني نيوز
صمودها لم يكن مستبعدًا يوماً .. لطالما كانت مرمى أهداف العدو المتوحش؛ لطالما صلبها على جلاجل مدفعياته، هي النبطية التي أبت عام ١٩٩٦ الا ان تُذبح هدايا عيد الام بين أيادي اطفالها حيث استهدف ذاك العدو الغاشم باصا يقل ٣٠ تلميذا ما أسفر عن تحليق ٤ منهم عن خبثٍ الى جنان الخلد. هي النبطية التي لم تتوانَ أيضا عام ١٩٩٤ عن تقديم ٤ من أهلها وجرح آخرين قرباناً ل”عناقيد الغضب”
أما اليوم فقد غيّرت معادلاتها تماماً.. ولم تعد تكتفي بتقديم الأضاحي في سبيل القدس والكرامة من بيوت مختلفة فقط انما قدمت فضلا عن براءة أطفالها عائلة واحدة بأكملها :
فاستشهد الوالد حسين احمد ضاهر برجاوي وزوجته أمل محمود عودة
آبين الا أن ينال اولادهما وسام الشهادة:
فارتقت زينب حسين برجاوي ( الحلوة كتير كما وصفها طفلها الناجي الوحيد) لكنّها حملت معها الى الجنان طفلها الآخر محمود علي عامر
فضلاً عن ارتقاء شقيقتها اماني حسين برجاوي وهي الموظفة والطالبة في الجامعة الدولية اللبنانية وتكريماً لروحها
أعلن النائب حسن مراد، باسم “مؤسسة عبد الرحيم مراد الخيرية”، في بيان، عن “تقديم منحة الشهيدة أماني حسين برجاوي، التي روت بدمائها الزكية تراب الجنوب الطاهر وذلك للطالب الحائز على أعلى معدل بين الأوائل بالمدارس الرسمية في فروع شهادة الثانوية العامة الرسمية على مستوى محافظة النبطية بدءًا من العام الدراسي المقبل، وذلك من ضمن رزمة المنح التي تمنحها المؤسسة”..
وكعائلة قدرها واحد ؛ استشهدت السيدة فاطمة احمد برجاوي (شقيقة حسين برجاوي) حاملةً فوق حنايا روحها ابنتها الشابة غدير عباس ترحيني وهي قائدة في كشافة الرسالة الاسلامية وقد تداول كثيرون رسائلها الاخيرة التي كانت تنعى بها نفسها وتوصي انبل الوصايا( اقرو زيارة عاشورا بس تكونو متضايقين)
وكم طال البحث عن جثتها ! حتى تزايدت الاشاعات بانها مفقودة الاثر الى ان تمت الجهات الاغاثية والاسعافية( الهيئة الصحية الصليب الاحمر الدفاع المدني كشافة الرسالة ..) من سحب الجثامين وأنهت عمليات رفع الانقاض حتى زف الجميع جثمان آخر وردةٍ من ضحايا العدوان الاسرائيلي اللئيم..
أما تفاصيل المجزرة فبحسب مصدر أمني لـ الأخبار انّ استهداف المبنى الذي يقطنه آل البرجاوي وآخرون قد تمّ عبر مُسيّرة أطلقت 6 صواريخ فراغية، 4 منها اخترقت السطح نزولاً نحو شقة برجاوي الواقعة في الطبقة الأرضية من المبنى ثم نحو الشقق الواقعة في الطبقتين السفليتين. كما أطلقت مُسيّرة أخرى صاروخاً اخترق الواجهة الخلفية لشقة تقع فوق شقة آل برجاوي وانفجر داخلها. وساعد الواقع الهندسي المتداعي للمبنى بانهيار سقوف الطبقات الـ4 الأرضية، بعضها فوق بعض، ما أدى إلى تراكم كمية كبيرة من الأنقاض، طمرت الجثامين وشوّهتها»
وفي التعليق الرسمي الأول من قبل المقاومة على مجزرة النبطية أرسى أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه يوم أمس معادلة جديدة وهي معادلة الدم بالدم ردا على استهداف المدنيين حيث أكد أنه ” لا نتحمل موضوع المس بالمدنيين” موجهاً رسالة تحذير جديدة بأنه على العدو أن يفهم أنه ذهب في هذا الأمر بعيداً”. وقد حذر نصرالله قادة العدو الإسرائيلي من توسيع الحرب، مشيراً إلى أنه “للتذكير فإن المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة التي يجعلها تمتد يدها من كريات شمونة إلى إيلات، واصفاً وزير الحرب الإسرائيلي بأنه “ثلاث ارباع مجنون”.
وفي النهاية
لا يخفى على أحدٍ أنّ الموت صيادٌ ماهرٌ ..وأن الشهادة لا ينالها إلا من كان من الراضين ، وأن الكيان الغاصب بسلاحه ليس الاُ قنّاص الأرواح البريئة التي يفترض ان تكون مستثناة من وحشيته.لا دين لإجرامه ولا يفرق بين الطفل والكهل ولا بين المدني والميداني حتى. لكن الجنوب بعزته المعهودة وبدماء رجاله ونسائه وأطفاله وشيوخه يعلم جيدا بأن” المكر السيء لا يحوق الا بأهله ” ويمكرون “ويمكر الله والله خير الماكرين..