بين الحرب السورية وحرب غزة….الحزب وحده يعلم ….طوفان الأقصى تكشف مخططاً لإنهاء لبنان


رضا دياب / ليطاني نيوز

مع بدء الحرب الكونية على سوريا وانخراط الحزب في هذه الحرب علت الأصوات في الداخل اللبناني متهمة الحزب بأنه يزج لبنان في أتون بين الحرب والنار وهم بغنى عنه كما ورد على لسان سمير جعجع في مقابلته الشهيرة في العام ٢٠١٣ مع سكاي نيوز وذلك بعد مدة من انخراط الحزب رسمياً في الحرب

لم يُخفِ الحزب حينها انخراطه في تلك الحرب حيث خرج يزف الشهداء بكل فخر معلناً أنهم شهداء الدفاع المقدس عن سوريا ولبنان والمنطقة وفي البعد الديني عن المقامات الدينية الإسلامية والمسيحية

على الرغم من كل تلك الأصوات حينها لم يُعر الحزب أي اهتمام لها وصب جام اهتمامه على تحقيق أهدافه الاستراتيجية التي من أجلها دفع خيرة شبابه ثمناً لها
تلك الأهداف التي أثبتت بعد مرور السنوات الأولى من الحرب أن نظرة وقرارات وبصيرة الحزب أبعد بكثير من هرطقات الداخل اللبناني
فما هي تلك الأبعاد الاستراتيجية التي خاض من أجلها الحزب حرب سوريا؟

بتدخل الحزب في سوريا منع تحويلها إلى قاعدة استراتيجية لأميركا إضافة الى منع تقسيمها بين المتحالفين ضدها ومنع تحويلها إلى مركز لتكفيري العالم ومنع عملية فك العلاقة بين محور المقاومة عبر إسقاط النظام وتركيب نظام آخر إضافة إلى إحباط محاولة إسرائيل تحويل منطقة الجولان السوري إلى شريط حدودي خاضع لارادتها على غرار الشريط الذي أقامته في جنوب لبنان عبر ما كان يعرف بجيش لبنان الجنوبي إضافة الى الكثير من النتائج الاستراتيجية التي لا يتسع المكان لذكرها لكي نترك مجالا لبيت القصيد من هذه المقاربة ولعل أبرز هدفين استراتيجيين هما : منع إسقاط القضية الفلسطينية من البوابة السورية إضافة إلى منع قطع طريق الإمداد الرئيس للمقاومة وتحويل الأراضي السورية إلى مصدر تهديد دائم للمقاومة

نجح الحزب في فرض هذه النتائج وتحقيق مكاسبها وأثبت أنه قوة عسكرية مسؤولة ومدركة للترابط بين المجالين السياسي والاستراتيجي ومصلحة لبنان وسوريا والقضية الفلسطينية

أما على صعيد الداخل اللبناني فقد نجح الحزب في إبعاد شبح الخطر عن لبنان وذلك عبر تطهير الجرود من التكفيريين الذي أدى إلى وقف إرسال السيارات المفخخة إلى بيروت وأبعد شبح أن تصبح الأراضي اللبنانية وكراً للإرهاب وقد ساعد انتصار الحزب في أهدافه هذه إلى اخماد الاصوات التي علت ليس اقتناعاً منها إنما رضوخاً غصباً عنهم بعدما أظهر الواقع صدق كلام السيد في الاهداف المعلنة من الذهاب إلى سوريا وترجمتها فعليا على الأرض

وإذا ما أردنا اختصار ما تقدم أعلاه فإن الحزب قال لهم منذ البداية تدخلت لحماية لبنان

طوفان الأقصى تكشف مخططاً لإنهاء لبنان

يظن البعض أن تدخل الحزب نصرة لغزة إنما هو تدخل في ما لا يعنيه ويجر لبنان إلى الحرب وعلى شاكلة لحظة انخراط الحزب في سوريا فإن التاريخ اليوم يعيد نفسه بدأت الأصوات تعلو ضد تدخل الحزب ومساندة غزة من جنوب لبنان ودعوات كثيرة لابعاد شبح الحرب عبر دعوة الحزب إلى وقف عملياته واللافت في هذه الدعوات أنها تصور الحزب على أنه المبادر والمعتدي وهنا نطرح سؤالا جوهرياً : كثيرة هي الاعتداءات التي قام بها العدو الإسرائيلي على قطاع غزة في السنوات الماضية، لماذا لم يتدخل الحزب مسانداً فيها وتدخل الآن
إن حماقة هؤلاء لم تجعلهم يتعلمون من الأهداف الاستراتيجية التي على اساسها دخل الحزب في سوريا وأبرزها حماية لبنان وحماية ظهر المقاومة التي لو لم تقم بما قامت به في الحرب على سوريا لكان مخطط سحق المقاومة في جنوب لبنان سيتم العمل به فور الإنتهاء من إبادة غزة أو حتى قبل ذلك كما أشار السيد في أحد خطاباته القريبة حيث قال : أفقدنا العدو عنصر المفاجأة بمهاجتمه لأننا لو لم نفعل ذلك لكنا سنستيقظ ونجد العدو بدأ بقصفنا
إن عملية طوفان الأقصى كشفت مخططاً تم إعداده مسبقاً يبدأ بسحق قطاع غزة وازالته من الوجود والتفرغ بعدها لسحق لبنان وحزب الله العقبة الواقفة في طريق كل مخططات أميركا في المنطقة وذلك لتسيير خط الحرير بين الهند وأوروبا والتي تحرص أميركا على دعمه وتفعيله لتعزيز وجودها في المنطقة عبر ممر يبقي إسرائيل في أمن وأمان أما المكاسب الهندية من هذا الأمر هو ما ستحصله هو تعويض خسائرها في السنوات الماضية عبر ما ستؤمنه من حصص الدول الأفريقية عبر هذا الممر
واللافت ما أعلنه رئيس الوزراء القطري الأسبق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في ١٧ أيلول٢٠٢٣ ، أن ميناء حيفا الإسرائيلي هو المستفيد الأكبر من مشروع الممر الاقتصادي الذي يربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط (مروراً بدول خليجية).

في المحصلة إن ما يقوم به الحزب اليوم لا ينفصل ابدا عما دفعه للانخراط في الحرب السورية بذات الأبعاد الاستراتيجية إلى حد ما
لكن قصور الرؤية عند شركائنا في الوطن يجعلهم لا يرون أهمية ما يقوم به الحزب من إفشال لمشاريع مستقبلية بالتأكيد ستنهي وجود لبنان إذاما ما نجحت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى