عن السياحة في الهرمل : رحلة بدأت بنهر العاصي وانتهت بيوم الملوخية
تحقيق رضا دياب
خاص الليطاني نيوز
” عوافي يا وطن ” هي آخر كلمة قلناها للعسكري على حاجز للجيش اللبناني بعد ثلاث ساعات ونصف من المسير بالسيارة من جنوب لبنان و قبل أن تخبرنا خرائط غوغل أنه علينا الاتجاه يساراً بعد عشرين متراً لتطل أمامنا طريق طويلة معبدة بالزفت على جانبها الأيمن عواميد الإنارة على الطاقة الشمسية ولكنها بدون ألواح وما إن تنهي الطريق يطل أمامك كوع إلى جهة اليمين لتطل أمامك طريق طويلة بين جبال ترابية يميل لونها الى الأصفر حتى تظن أنك أصبحت في الصحراء ولون الزفت الجديد يجعلك تشعر باهتمام المعنيين هناك ، وما هي إلا لحظات حتى يبدأ شيء طويل يشبه الصاروخ المتجه نحو الفضاء يظهر أمامك وتصل مجددا إلى حاجز الجيش وبمجرد أن تقطعه تجد أمامك مدينة ملاهٍ صغيرة على جانب الطريق ولافتة مكتوب عليها ” الهرمل ترحب بكم ”
وتبدأ أمامك على جانبي الطريق أسماء كثيرة لاوتيلات وشاليهات تمتد على ضفاف نهر العاصي
الرافتينغ غرة الرحلة
تنزل الاوتيل التي حجزته تستلم غرفتك ثم يبدأ برنامجك السياحي إلى ضفاف النهر يبدأ المرشد السياحي بتعليمك أصول أجمل رحلة مائية ستخوضها في حياتك إنها ” الرافتينغ ” فعلى مدى أربعين دقيقة من لحظة صعود المركب تبدأ الرحلة المائية ، ” Go” هي كلمة البداية التي يعلن فيها ربان المركب الإنطلاق فتبدأ بالتجذيف على ذلك المسطح المائي نزولا إلى الشلال الأول فيصرخ بك ” قعدة الشلال ” وإذا بالجميع يجلس بسرعة متمسكاً بالحبل والمجذاف في يده ، انتهت المهمة الأولى بقليل من المغامرة تصل إلى أول أستراحة تنزل قليلا للسباحة في المياه التي يتفوق صقيعها على ثلاجة البراد الجديد في منزلك فإذا كان اسمه العاصي لأنه يعصي الطبيعة في مصبه فصقيع مياه يعصي الطبيعة في الجو الحار خارج المياه وقد ذكرتني هذه الحالة بييت شعر كنت قد كتبته سابقا ” ضدان ما اجتمعا من قبل في أحد…..فكيف تجتمع الاضداد في مثلي(مثله)
وتنطلق الرحلة مجددا وصولا الى شلال الدردارة أكبر شلال هناك وأجمل هبوط وروعة الرافتينغ ، مقابلنا يقف مصور على باحة أحد المنتزهات ليلتقط لنا الصور أثناء اقتحام الشلال لينتهي بعدها أجمل نشاط تقوم به في حياتك
تعود للاوتيل فتجد أجمل أصناف الطعام واشهاها بانتظارك
من الماء إلى الهواء…..zipline والعاب أخرى
بعد تناول الغداء ينطلق بك المرشد السياحي إلى نبع العاصي حسب قوله فتدخل طريقا طويلاً ومن ثم تصبح في وادٍ جردي لا حياة فيه على يسارك نزلة قوية في نهايتها مياه صافية لدرجة أنك ترى الأرض من نقاوتها ” إنها نقطة صفر للنهر الكبير ” وعلى يمينك حبال مشدودة فوق الوادي ” إنها الألعاب الهوائية” جسر ممتد بحبال فوق الوادي وحبال مشدود تستطيع أن تمشي عليها وحبلان حديديان يأخذان الوادي طولا ” إنها مغامرة ال zipline ” أو السقوط الحر حيت تربط نفسك ببكرة حديدية وتهوي بك فوق الوادي وتحتك النهر ومنبع العاصي إنها من أجمل الألعاب التي يمكن أن تقوم بها ولكنها بحاجة لقلب قوي وبعدها لا يمكنك إلا أن تنهي مشوارك هناك إلا بالسباحة في النبع الذي بدون مبالغة إن كنت لا تتحمل ننصحك بعدم ولوجه لشدة صقيعه
قاموع الهرمل
تخرج من النبع وتنتقل إلى مكان آخر ، أتذكر الشيء الطويل الذي يشبه الصاروخ الفضائي في بداية الرحلة؟ إنه قاموع الهرمل ، ما إن تصل حتى تجد عدداً من السيارات قد اصطفت حوله والجميع حامل هواتفه ويأخذون الصور قرب ذلك البناء الذي يعلوه هرم وعليه النقوش القديمة لن نذكر لك شيئا عن تاريخه كي تقوم انت بالبحث عنه لتعرفه ولكن أكثر ما لفتنا هو كثرة الحجارة السوداء الصغيرة والكبيرة في محيطه حيث أشار المرشد السياحي إنها حجارة بركانية من بركان كان قد انفجر قديما في هذه المنطقة
غادرنا المكان بعد التقاط الصور وعدنا إلى الاوتيل ، ليلاً توجهنا مجددا إلى العاصي لسهرة نار حسب البرنامج السياحي وقد لفتنا هناك على الطريق كثرة المنازل والعائلات التي تجلس مجتمعة لفرط ” الملوخية” فقررنا بعد انتهاء الرحلة في اليوم التالي أن نشتري منها ، أكملنا نحو النهر وإذا بموقدة مشتعلة ولا شيء سوى ذلك جلسنا قليلا وعدنا ، سهرة النار خدعة لا تقتنعوا بها إن رأيتموها في البرنامج
في الصباح الباكر لا تفوت عليك فرصة الاستيقاظ باكرا لتشرب قهوتك على ضفاف العاصي الذي تجري مياه بسرعة ولا تفوت على نفسك لحظة شروق الشمس الجميلة وبعد ذلك وأنت جالس يبدأ الفطور البلدي من لبنة وجبنة وفول وخضار وبيض مقلي ومكدوس واصناف أخرى يملأ الطاولة أمامك وبعد انتهاء الفطور اتجهنا نحو نبع العاصي مجددا لنقضي الوقت المتبقي في السباحة لم نكن نتوقع ما رأيناه فأعداد البشر المقتظة قد ملأت المكان منذ الصباح الباكر وقلة من يتجرأون في الولوج في مياه العاصي الجليدية عند الظهر كان يجب أن نزور الكنيسة هناك ولكن الحر منعنا من أن نفقد لذة البرودة التي تشعر بها بعد السباحة في العاصي عدنا إلى الفندق ونحن نهم بالمغادرة هناك أيضا من هم بالمغادرة وفي يديه أكياس الملوخية فتذكرنا أنه يجب أن نشتري المونة كان لافتاًُ جداً حجم زراعة الملوخية في الهرمل
يوم الملوخية في الهرمل
اذا أردت أن تكتب عن الهرمل فالمكدوس والكشك أشهر عن الهرمل بهذه الكلمات بدأت سوزان حويلي حديثها لليطاني نيوز عندما علمت أننا نريد الكتابة عن موسم الملوخية ولكننا رفضنا لأن ما لفت نظرنا هو الملوخية فاعتبرت ذلك جديدا وقالت ” فكرة جديدة أول مرة حدا بيعمل هيك ” وتابعت إن موسم الملوخية يبدأ من بداية أيار حتى نهاية آب وما بميزه ذلك أن أكلة الملوخية لذيذة والناس تحبها وهي أكلة أساسية لكل منزل وخصوصاً المطاعم الشعبية واغلب سكان الهرمل يعتمدون على زراعتها فهي تؤمن لهم مدخول سنوي جيد وهنا أغلب الناس تعتاش من الزراعة وعن الإقبال على شراء الملوخية في ظل الغلاء أضافت ان المبيع جيد عندي وعاماً بعد عام يزيد الطلب عليها وبالنسبة للسعر قلما يحارج أحد فالكل يريد لأن يأخذ مونة للشتاء فالملوخية كتموين غذائي مهم لكل بيت وقد لاحظنا تأقلم الناس مع الأسعار الجديدة والأوضاع المعيشية
أما زينة قطايا فتؤكد ان نسبة الارباح هي حسب الانتاج فكلما كان الانتاج كبيراً كلما حصلنا أرباح أكثر وأكثر ما نعاني منه هو مشكلة ” الخانوق ” وهو عشب يلف على الملوخية فيوقف نموها
وقد كان لافتاً تنظيم يوم الملوخية في الهرمل من مؤسسة جهاد البناء اضافة ومشاركة مزارعي الهرمل في هذا اليوم من خلال سوق عرضوا فيه منتجاتهم