تحقيق خاص : لأول مرة في لبنان …..اشتراك كهرباء عبر الطاقة الشمسية في إحدى البلدات الجنوبية


خاص الليطاني نيوز / رضا دياب
يعاني لبنان منذ عدة سنوات من ازمات كثيرة أثرت سلباً على الحياة المعيشية وذلك بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء مما ادى الى غلاء فاحش في جميع القطاعات المعيشية ومن هذه الأزمات الغلاء الكبير الذي أصاب قطاع المحروقات وانعكس سلبًا على قدرة الدولة على تأمين الفيول مما أدى الى انقطاع شبه تام للكهرباء وأيضاً على البدائل أي أصحاب الاشتراكات الذين لم يجدوا في السنة الماضية نقطة مازوت يشترونها حتى دخلت معظم المناطق في عتمة شاملة ومع تحرير سعر المحروقات من الدعم تلقائيا أصبح المازوت متوفراً ولكن عمد أصحاب المولدات الى التقنين حيث أصبح الاشتراك يأتي في دوامات معينة مما سبّب مشاكل كبيرة لأصحاب المصالح الذين بدأوا يبحثون عن بدائل

الطاقة الشمسية هي الحل ؟
مع انقطاع المازوت والتقنين القاسي الذي اعتمده أصحاب الاشتراكات توجه الناس نحو الطاقة البديلة (الطاقة الشمسية ) وكنت انا من الذين توجهوا نحو تركيب نظام طاقة شمسية لمنزلي وبالأخص أنه لدي مصلحة وبحاجة دائمة الى الاشتراك بهذه الكلمات يشرح ابن بلدة ارزي حسن دياب فكرة مشروعه الذي بدأه منذ سنة وهو اشتراك كهرباء عبر الطاقة الشمسية

مشروع اشتراك كهرباء عبر الطاقة الشمسية ؟
يتابع دياب لموقع الليطاني نيوز من خبرتي في الكهرباء وعملي في اشتراك البلدة إضافة الى أن مصلحتي الأساسية ( الحدادة الإفرنجية) قمت بتركيب نظام طاقة شمسية لمنزلي ومع نجاح النظام عندي فكرت بأن أطور هذا المشروع وأن أقوم بتمديد خطوط للجيران مقابل بدل مادي (سعر الكيلو ) أدنى من سعر الكيلو الذي تحدده الدولة وذلك بسبب عدم وجود تكاليف باهظة وإن ما نتقضاه هو لاسترجاع الرأسمال وثمن المنظومة التي قمنا بتركيبها اضافة الى الصيانة التي ستحصل من تغيير بطاريات وما الى هنالك عند الحاجة والضرورة ولاقى هذا الأمر صدى بين الجيران الذي سارعوا الى الاشتراك فأصبحت أقوم بتكبير المشروع مع نهاية كل شهر بعد قبض المستحقات حتى أصبح لدي خلال عام واحد ما يقارب ال 50 مشتركاً
إقبال الناس ومخاطر هذا المشروع
وعن إقبال الناس على هكذا خطوة يشرح دياب لليطاني نيوز بأن المشروع لاقى صدى وذلك من حاجة الناس لمصدر طاقة أي كان فكمية الاتصالات التي تردني يوميا يطلبون مني مد خط لهم كثيرة ولكن أنا أرفض التوسيع بشكل كبير كي لا أقع بأي خطأ من جهة ومن جهة ثانية حتى أستطيع ان ألبي الجميع فأنا بحاجة لرأسمال كبير وهذا أمر أساسي يجعلني لا أستعجل لأن مخاطر هكذا مشروع تزداد إذا ما استعجلنا وقمنا بمد الخطوط العشوائية فأنا حريص جداً على أن لا أقع بأخطاء فالأخطاء اليوم مكلفة والاستعجال قد يؤدي الى ظلم كثير من الناس الملتزمين معي بصدق فأنا لا أقبل أي مشترك الا بعد التعهد لي بالالتزام بالشروط التي أضعها وتضمن عدم التأثير على غيره لأن أي خطأ من أي مشترك سيؤدي الى قطع الاشتراك عن باقي المشتركين وانا واضح وصريح للغاية أنه وفي حال مخالفة احدهم سأقطع عنه ومن الشروط التي ألزم بها الزبون أن يكون مصروف الليل أقل من مصروف النهار ويقتصر فقط على مروحة ولمبة إضاءة وتلفزيون على عكس النهار حيث يستطيعون تشغيل جميع ما يحتاجونه وفق القدرة التي يشتركون بها
وعن المخاطر على المشروع يتابع دياب التركيب يكون حسب الأصول من حيث نوعية البضاعة والمستلزمات ومن حيث التوصيل الكهربائي فأنا أعتمد سياسة التأني في العمل حتى أعطي جودة جيدة والزبون ملتزم بنوعية المستلزمات التي أريدها أنا لا المستلزمات التي يريدها هو كي يوفر بعض المال فأكون انا الضحية في الصيانة وإلا فإني لا أقبله كمشترك وتبقى الأعطال قليلة في هكذا مشروع لذلك تسعيرة الكيلو حالياً 8000 ليرة أي نصف تسعيرة الدولة وقد وصل الأمر ببعض الاشتراكات الى تسعير الكيلو ب 20 الف ليرة عدا عن الصيانة غير الموجودة في مشروعنا ونريح المشترك منها

آراء المشتركين بالاشتراك عبر الطاقة الشمسية
يؤكد حسن شرقاوي صاحب محل لتصليح السيارات بأن الإشتراك يخدمه بشكل جيد من الساعة التاسعة صباحا حتى السادسة عصرا حيث يستطيع ان يشغل جميع مستلزمات مصلحته إضافة الى الأدوات الكهربائية في منزله ومن حيث المصروف هناك توفير كبير نسبة الى سعر الكيلو فالمصروف الكبير يقابله مبلغ كبير عبر الاشتراك العادي وهنا ذات المصروف ولكن التسعيرة على النصف تقريباً أما جاره حسين قاسم صاحب كافيه القاسم فقد شبه اشتراك الطاقة الشمسية بأزمة الخبز التي نعيشها اليوم لا يوجد خبز عربي ولكن نستطيع أن نشتري خبز افرنجي وناكل لنبقى على قيد الحياة ويضيف هذا الأمر لا يعني انه لا يلبي مصلحتي بل على العكس الخدمة جيدة خلال النهار ولكن في الليل يجب أن أخفف الكثير من الأمور التي استعملها في النهار ويتابع الليطاني نيوز جولته على المشتركين حيث يشير أبو عصام جزيني صاحب ميني ماركت أنه لولا هذا الاشتراك لما استطاع الاستمرار في مصلحته حيث يوجد لديه برادات وخصوصا في فصل الصيف ويضيف أنا مشترك 24/24 بالخدمة حيث تبقى البرادات عندي تعمل طيلة الوقت فالمشروبات الغازية والبوظة والمياه بحاجة الى كهرباء دائماً وبدونها لا استطيع ان أجاري الموسم وهذا ما وفره لي اشتراك الطاقة الشمسية لاستمر ويبقى هناك مشكلة وهي في الشتاء حيث لا تكون التلبية بالمستوى المطلوب ولكن برودة الطقس تساعدنا تعوض هذه المشكلة نوعاً ما ويؤكد كلامه محمد عامر صاحب مطعم ابن البلد الذي يؤكد أن اشتراك الطاقة الشمسية حل له أزمة كبير ففي العام الماضي كنا نعاني حيث أن منتجات المطعم تحتاج لكهرباء دائمة وبرادات وكنا نتلف الكثير من الدجاج والثوم والمتبلات نتيجة عدم وجود كهرباء ولكن في هذا العام أنقذنا هذا المشروع وأصبحنا نخزن في براداتنا متبلات وخلافه دون خوف وعلى الأقل جعلنا لا نجلس في منازلنا في هكذا ظروف صعبة

المشروع الى أين ؟
يؤكد دياب لليطاني نيوز بأن هذا المشروع ناجح ونجاحه مرتبط بعدة نقاط أبرزها : هي المتابعة الدائمة وأنا أتابع شخصياً نتيجة خبرتي في هذا المجال وخبرتي في الكهرباء وإلا عكس ذلك فإن أي تقصير أو إهمال سيؤدي الى نتائج سلبية على الناس ويحتاج الى شخص لديه وقت ومتفرغ له ونتمنى أن نستطيع مع الوقت تغطية اكبر مساحة ممكنة فنحن اليوم نغطي مساحة حي أو حيين والمشتركون منقسمون بين منازل ومحال تجارية ومقاهي وغير محصورين بجانب معين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى