في جنوب لبنان …. مدرسة رسمية بنظام أوروبي …. تنافس محادل المدارس الخاصة من حولها وقدراتها الكبيرة


تحقيق : رضا دياب
خاص الليطاني نيوز
هناك على حافة البرج المطلة على الوادي الأخضر بناء شامخ يستعين بالليطاني لينهل منه مداداً فكريا ً لأجيال المستقبل كما كان على الدوام يسقي الوالهين نحو العلا أو نحو الملكوت الأعلى
العنوان العريض : مدرسة رسمية في جنوب لبنان بنظام أوروبي
للوهلة الأولى حين تقرأ اسم مدرسة رسمية ستشيح بنظرك عنها على اعتبار أن واقع المدارس الرسمية في لبنان أصبح في الحضيض إضافة الى بعض التقارير التي تفيد عن نزوح كبير من القطاع الرسمي نحو الخاص وأنت تقرأ أيضاً ستشعر ببعض المبالغة وستشعر أيضاً أن هذا التحقيق ما هو إلا دعم للمدرسة الرسمية وهو أشبه ببعض خطابات الساسة الذين لا ينفكون يعربون عن دعمهم للمدرسة الرسمية التي أنهوها بفعل تعويم مؤسساتهم الخاصة
يكفي أن تفتح حسابك على الفيسبوك وتجري بحثاً عنها ،للوهلة الأولى ستظن أن المدرسة نشرت احتفالاً قامت به منذ أيام أو استعرضت بعض الأنشطة التي قامت بها بالأمس فتقول : ” أمر عادي ” لكنك إن أعطيت الأمر قليلاً من الوقت ستكتشف أنك أمام مدرسة رسمية في جنوب لبنان قابعة على ضفة الليطاني مطلة على البحر عند بوابو مدينة صور فيها على مدار العام ما سيجعلك تقف مذهولاً أمام حجم العطاء والتفاني الذي يقدمه أساتذة هذه المدرسة من دروس وأنشطة صفية ولاصفية حتى تشعر أنك أمام نظام أوروبي فيه برنامج كامل متكامل للأطفال والطلاب على عكس ما نسمعه عن مدارس أخرى في مناطق أخرى من تذمر الطاقم التعليمي الذي لا يكفيه معاشه على الرغم من أن ذلك حقه وإعطاء المعلم حقه أساس للإستمرار في العطاء إنها ” متوسطة برج رحال الرسمية المختلطة

على الرغم من الإمكانات المادية الضئيلة التي تملكها المدارس الرسمية والتي لا تكاد تكفيها لأن تؤمن متطلباتها إلا أن ذلك ” هو التحدي ” بهذه الكلمة بدأ مدير المتوسطة الأستاذ ياسين غزال حديثه “لليطاني نيوز “معتبراً أن الإيمان بالكادر التعليمي وقدراته هو الأساس للإثبات للعالم أن المدرسة الرسمية قادرة على أن تنتج وأن تعطي كما تعطي المدارس الخاصة ونحن انطلقنا من فكرة سائدة هي أن المدرسة الرسمية هي ” مدرسة الفقراء ” فأغلب من لديهم قدرات يتجهون نحو المدارس الخاصة ويبقى لدينا من ليس لديهم قدرة مادية وهذا الأمر دفعنا لأن ننظر على أن هؤلاء الطلاب لا ينقصهم شيء كي يكونوا مثل باقي المدارس فقمنا بتجنيد الكادر التعليمي ليعطي من كل قلبه كي لا يشعر الطالب أنه أقل قيمة من طلاب المدارس الكبرى التي تحيط بنا بل يجاريهم في المتسوى والأنشطة وذلك بفضل الله وفضل جهود الكادر التعليمي الذي يمتلك كفاءة عالية وللإنصاف نحن لا نقوم بشيء خارج نطاق الطبيعة نحن نقوم فقط باستثمار القدرات التي لدينا بالشكل الصحيح والمكان الصحيح ليس إلا
وعن القدرة المادية في تمويل تلك الأنشطة اللاصفية التي تحتاج مبالغ تفقتر إليها المدرسة الرسمية اليوم يشير غزال إلى أنه لا يوجد تمويل فعلي من أحد نحن نقوم باستثمار المبلغ المرصود لنا من الدولة والذي يكون بسيطاً جداً نستثمره بشكل منتظم وتقسيمه فيما يلبي جزءاً كبيراً من حاجاتنا فعلى سبيل المثال قامت القوات الكورية بتركيب طاقة شمسية للمدرسة فما وفرناه من حق مازوت حولناها إلى قسم الأنشطة وأريد أن أتوجه هنا بالشكر للنائب الحاج علي خريس الذي لا يردنا خائبين في أي طلب نطلبه منه وعما إذا كان هناك دعماً من قبل المتمولين في البلدة أشار الى أن الدعم الذي نريده من الأهالي هو الثقة بالمدرسة الرسمية والتوجه إليها بأبنائهم وحتى أننا لا نطلب شيئاً من الطلاب بل ما نقوم بتجهيزه من مستلزمات نحافظ عليها ونؤرشفها لاستعمالها في نشاطات أخرى


وعن انطباع الأهالي عند وبعد رؤية ما تقوم به المدرسة تجاه أولادهم أشار غزال الى ان الصورة المرسومة في عقول الأهالي منذ سنين طويلة عن المدرسة الرسمية هي ” صورة سيئة ” ولكن جراء هذا الإهتمام الذي نوليه للطلاب بدأت الصورة تتغير وبدأنا نرى الثقة في كلام الأهالي فمثلا أقمنا هذا العام مدرسة صيفية هناك بعد الطلاب قالوا لأهاليهم أنهم لا يريدون أن يعودوا الى مدارسهم بل يريدوم البقاء هنا
وعن الكادر التعليمي وتعاطيه مع هذه المسؤولية وتكليفه بأمور غير مهامه التعليمية في ظل عدم حصوله على حقوقه المادية بشكل منصف تابع غزال بالحقيقة إن العامل الأساسي المساعد هو عدم تعاطي الهيئة التعليمية بهذا الإسلوب فهم يعطون بكامل الحب والمودة ويتعاملون مع الطلاب على أنهم أولادهم ونحن منذ بداية العام ومع استلامي للإدارة الجديدة اجتمعت بالأساتذة وطلبت أن نعمل بضمير جميعاً وأن نعمل على قدر ضميرنا لا على قدر معاشنا وعن الهدف المنشود من البدء بالتصويب نحو نظام جديد في المدرسة أبدى غزال تفاؤلاً كبيراً في أن ينعكس ذلك إيجابا على المدرسة في السنوات المقبلة وبالأخص أن هناك مدارس كبرى في المحيط تستقبل عدداً كبيراً من الطلاب ففي العام الماضي كان لدينا 300 طالب ونتوقع التأثير الإيجابي في العام المقبل بأن يزداد العدد.

تشاطر المعلمة زينات عبدالله المدير الرأي في أن هذه الأنشطة ستنعكس إيجاباً على نفسية الطلاب وازدياد ثقة الأهل عبر خلق مساحة للأطفال للتعبير عنهم وبناء شخصيتاهم بعيداً عن الأوضاع المادية وعدم تحصيل الأساتذة لحقوقهم وتشير الى أنها لو أرادت أن تتعاطى من هذا المنظار (المادي ) فإن معاشها لا يكفيها بدل نقل من بلدتها معركة البعيدة نوعاً ما عن مبنى المدرسة في برج رحال فأنا أدفع من جيبي الخاص من المصروف الذي يعطيني إياه زوجي وعن انطباع الأهالي فالجو إيجابي جيداً ومن يرى الأنشطة على صفحة المدرسة يلاحظ أن هناك أنشطة في مدارس خاصة لا تجدها وكل هذا سببه التعاون بين الزملاء وقد لاحظنا أن بعض الأهالي مسرورين جداً من طريقة إيصال الفكرة للطالب وهذا ما لمسوه في المنزل ولكن هناك مشكلة نواجهها ويخاف منها الأهل هي الإضراب الذي يحصل خلال العام نتيجة الأوضاع فيجعلهم يترددون في تسجيل أبنائهم كي لا يبقى إبنهم شهر وشهرين بدون تحصيل علمي ومن هنا ندعو الدولة الى عدم التقصير في حق المعلم لأننا إذا كنا في مدرسة واحدة رسمية وعلى صعيد فردي قد شكلنا هذا الفارق فكيف لو عاد القطاع التربوي إلى حاله وحذا الجميع حذونا ؟ مع العلم أن صندوق المدرسة شبه فارغ فنحن نقاتل باللحم الحي ورقة من هنا وكرتونة من هناك كي نقدر على تقديم أفضل وسائل التعليم للطلاب وقد ساهمت مواقع التواصل الإجتماعي في إيصال الصورة إلى الناس وقد عزز ذلك الثقة بين الأهل والمدرسة حين بدأوا برؤية أولادهم وطريقة تدريسهم مع العلم أني منذ 18 عاماً في المدرسة اعتمد رؤية التعليم ذاتها مع تطويرها حسب المتطلبات كل عام إلا أن الإدارة الجديدة أعطتنا دعماً كبيراً حين وضعت خطة مع بدايتها وهي تسليط الضوء على قدرات المدرسة إعلامياً

الإعلام أساس

مع استلام المدير الجديد كان لافتاً الإهتمام بقسم الروضات من حيث التجهيزات بهذه الكلمات عبر الأستاذ فؤاد سبليني (استاذ مكننة ) من مدرسة البرج عن سعادته بما آلت إليه الأمور في المدرسة ويتابع لليطاني نيوز كل شيء نطلبه يقوم بتأمينه وذلك ليقوم بتأسيس جيل من صف الروضات نقطف حصاده بعد عدة سنوات في الشهادات وفي الجامعات قد يبدو الأمر خيالياً قليلاً نتيجة الأفكار السيئة المزروعة في المجتمع حالياً إلا أن إيماننا بقدراتنا حثنا على نبدأ معه بخطواته لنصل الى الهدف المنشود ويسأل : أوليس هكذا يتم تنشئة الأجيال ؟ ويرافق هذه الخطة اختيار كادر تعليمي متخصص لهكذا مهمة وهذا الأمر قد جذب الناس وجعلهم يثقون بالمدرسة ويقبلون على تسجيل أولادهم فيها فماذا يريد الأهل سوى تعليم نموذجي لأطفالهم في ظل ما يتكبدونه من مبالغ طائلة في القطاع الخاص ؟ وقد خلق هذا الأمر جواً مريحاً في المدرسة وخاصة بين الأساتذة فهناك من يحضر في أيام العطلة ليقوم بمشروعه ويجهز لحفله ونشاطه وهذا يدل على حس الإنتماء لدى الأستاذ للمدرسة حيث يفكر بالطالب والمدرسة وحقوقه مهدورة وأنا كأستاذ إداري أقوم بعمليات التسجيل أسمع وأرى لهفة الأهل حين يقولون لنا نحن عندكم في العام المقبل ولكن لا يكلف الله نفساً إلا وسعها فنحن في بلد مليء بالأزمات لا نعرف ما يُخلق لنا مستقبلاً ولكن الأمور الآن مسيطر عليها وقادرون على العمل بهذه الإيجابية
وقد ساهم تسليط الضوء اعلامياً على المدرسة من خلال صفحة عليها تفاعل من الأهالي الى إبراز صورة المدرسة وخير دليل التفاتتكم كموقع اعلامي وقد خلق الشق الإعلامي نوعاً من الحث لباقي المدارس على أن تحذو حذونا في استقطاب أساتذة مختصين وإنشاء صفحات لإبراز صورة المدرسة عليها ونحن لا نقول أننا الوحيدون ونستفرد بذلك إلا أننا نعمل بكل ضمير ولا بد للعمل الصادق أن يثمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى