عيونٌ لبنانية داخل المستوطنات الشمالية.. هل نُقتل بأيدٍ لبنانية؟
زهراء عبود / ليطاني نيوز
منذ العام 1978 إلى اليوم، حاربت فصائل المقاومة في لبنان “العدّو الاسرائيلي”، ووقفت بوجه عدوانه الغاصب حتى أفشلت مخططاته على الأرض اللبنانية واستطاعت بسواعد المقاومين حماية الأرض من كلّ محتلّ.
وكان الثمن، الكثير من دماء المقاومين الأبطال الذين فدوا الوطن بأرواحهم. حتى أصبح للمقاومة تاريخٌ حافلٌ من الانتصارات العظيمة.
أبرز هذه الانتصارات كان تحرير ال 2000 “عيد المقاومة والتحرير”. حيث تم تحرير الجزء الأكبر من الاراضي الجنوبية من جيش الاحتلال
و لم يقتصر التحرير على طرد جيش العدّو فقط، بل شمل أيضاً بعض اللبنانيين العملاء .
فمن ضمن الذيول التي انسحبت في ذلك الوقت، الجيش الذي كان يسمى “جيش لبنان الجنوبي” أو جيش “أنطوان لحد” ،اللبنانيّ الذي لقّب بكبير العملاء في لبنان و الذي باع وطنه للإسرائيلي، ومارس أبشع جرائم التعذيبٍ والتنكيل بحقّ أبناء بلده في الجنوب حينها.
بعد تحرير الجنوب، هرب “أنطوان” من لبنان الى “تل أبيب” حيث مات هناك، وهرب أيضاً عددٌ من اللبنانيين العملاء الذين خافوا على أنفسهم بعد انسحاب الاحتلال، ولا زالوا الى اليوم يعيشون في المستوطنات الاسرائيلية على الحدود مع لبنان.
ماذا يفعلون وكيف هي حياتهم؟
عددٌ ليس بقليلٍ من اللبنانيين يعيشون منذ 24 عاماً في المستوطنات الشمالية على الحدود، انخرطوا في المجتمع الصهيوني وحاولوا أن يبنوا لأنفسهم حياةً جديدة.
تقول بعض الاحصائيات غير الدقيقة أن عددهم يتراوح ما بين ال 2000 وال 3000 شخصاً.
منهم من تزوج وأنجب ، وعلّم أطفاله القليل من اللغة العربية الى جانب العبرية، التي اكتسبوها بفعل اندماجهم بالمجتمع الصهيوني.
و يعرّف هؤلاء الآباء “لبنان” الى أطفالهم كدولةٍ يحلمون يوماً ما بالعودة اليها قائلين: “والدك كبر هناك ..” مشيراً للأراضي اللبنانية.
ومنهم كبار السنّ الذين يقضون ما تبقى من عمرهم بتأملّ قرى الجنوب من وراء السياج الحدودي بحسرةٍ وشوق لقراهم التي تركوها هاربين بعد خيانتهم، حيث تحدثت واحدةٌ منهم عن “اشتياقها لأبنائها الذين تركتهم في لبنان” كما جاء في تقرير لموقع ” ارم نيوز ” .
دوافع انتقامية لتحقيق حلم العودة ..
قد يتراءى للبعض انّه وبعد معاناتهم ونبذهم ، قد يكون هؤلاء العملاء قد ندموا على ما فعلوا من قبل وأنّهم عرفوا طريق الصواب، ولكن الجانب الاخر المخفي لحياتهم على الأراضي المحتلة، يفضح الكثير .
حيث أن أغلبهم منذ هروبه الى المستوطنات والى اليوم ، يعمل لصالح قواتّ العدّو ويخدم في الوحدات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال، ويتمّ تدريبه كما تدرَّب الجنود الاسرائيلية .
هؤلاء المجندين جاهزين للإمتثال لأيّ أوامر توجّه اليهم من قبل قياداتهم. من بين هذه الأوامر مثلاً ، الاعتداء على لبنان و مسّ الضرر بشعبه والقرى الجنوبية التي كانوا ينتمون اليها يوماً ما. فبالنسبة اليهم، لا امكانية للعودة الى حيث كانوا قبل عام ال 2000 , الاّ بعد تقويض حركات المقاومة وفصائلها والوصول الى اتفاقية السلام مع الكيان المحتلّ على حسب زعمهم. فهم يعيشون على هذا الحلم ، حلم “ساعة العودة ” ، رغم معرفتهم أنّه في لبنان والقرى التي جاؤوا منها، جرم العمالة لا يغفر، ووصمة عارٍ تلحق الخائن لآخر يومٍ في عمره .
و هنا سؤال يفرض نفسه؛ في ظلّ الاوضاع الراهنة، وبعد فتح حزب الله جبهة الشمال نصرةً لغزة، هل من يقصف الجنوب اللبناني اليوم جندي “اسرائيلي” .. أم أُعطيت هذه المهمة الى لبنانيّ مجنّد ليثبت ولاءه لجيش الاحتلال؟