محمد دهيني :الثورة تبدأ من هنا وليس بإحراق الدولاب .


الثورة تبدأ من هنا وليس بإحراق الدولاب .

النبع الأساسي للفساد هو النظام الطائفي الذي يشرّع المحاصصة وبالتالي يشرّع العشوائية في التوظيف أي يشرّع انعدام الكفاءة .

الإشكالية كالآتي : ما هي دعائم هذا النظام وكيف يستطيع الانتصار على كل الحركات التغييرية في البلد ؟

إذا نظرنا إلى واقع التعليم في لبنان وتحديدا المرحلة الابتدائية والمتوسطة لجهة توزيع الطلاب في المدارس فنجد أن هناك : 68 % من الطلاب يتعلمون في المدارس الخاصة و32 % في المدارس الرسمية.

المدارس الخاصة وهي تشمل المدارس النصف مجانية وغير المجانية.

وهذه المدارس ( الخاصة ) بشقّيها المجاني وغير المجاني هي مدارس طائفية ، تعمل على إعادة إنتاج الطائفة باستمرار من خلال المنهج والنشاطات والاحتفالات والمواد الدينية بالإضافة إلى سلوك الأساتذة والإدارة.

كذلك فإن التعليم الرسمي الذي يشكل 32% هو طائفي ويعيد إنتاج الطائفة ولكن بسلوك أقل حدة ، فإذا نظرنا إلى الآلية الفعلية المعمول بها لاختيار مدراء المدارس نجد أن اسم المدير يتعيّن من قبل الاحزاب والتيارات الفاعلة في البلدة ، وهذا المدير هو أداة تسمح لمن أتى به تمرير المشاريع الطائفية الخاصة بكل حزب أو حركة أو تيار .

والجدير بالذكر أن كل المدارس الخاصة لها منهاجها الخاص الذي يكون فاعلا في عملية صناعة الكائن الطائفي.
بالإضافة إلى المادة الدينية التي تقدمها الجمعيات الدينية وفقاً لرؤيتها في المدارس الخاصة والرسمية.

وبالتالي فإن التعليم في لبنان هو المصنع القوي الوحيد لإنتاج الطائفية بكل تفاصيلها .
إذ إن المدرسة تنتج كائنا طائفيا ، ولا تنتج مواطنا يعمل وفق مبادئ المواطنة .

وعلينا أن نعلم علم اليقين أن لا إصلاح في البلد ، إذا ما لم يتم الإصلاح في النظام التعليمي والمدارس الخاصة والرسمية .

ورب قائل يقول : أنتم مبدعون في الكتابة عن المشاكل. ما هي حلولكم ؟

الحل بطبيعة الحال سهل وممكن الحدوث وهو يتمثل بالآتي :

توحيد المنهج في المدارس كلها الخاصة والرسمية وتعزيز المواطنة من خلال أهداف المنهج والنشاطات والاحتفالات.
وإقصاء المواد الدينية عن المدارس.

إعادة دعم التعليم الرسمي من قبل الدولة بدلاً من التعليم الخاص.

وضع آلية واضحة وشفافة في اختيار المدراء.

الغاء التعاقدات وإعادة العمل باختيار الأساتذة وفقاً لمجلس الخدمة المدنية .
الإصلاح يبدأ من هنا ، من العلم والثقافة وليس بإحراق الدولاب.

محمد حسن دهيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى