انتفاضة ٦ شباط وإسقاط “صفقة القرن”
إعداد إبراهيم حمود/ليطاني نيوز
اتّفاق السّابع عشر من أيّار عام ١٩٨٣ تم توقيعه إثر الاجتياح الاسرائيلي للبنان، واحتلال عاصمته بيروت عام ١٩٨٢، والّذي أسقطته الانتفاضة الشّعبيّة بقيادة حركة أمل في ٦ شباط ١٩٨٤، وهو اتفاق لم بيصر النور بين حكومة أمين الجميل وحكومة العدو الإسرائيلي مناحيم بيغين.
إقامة منطقة أمنيّة اسرائيليّة داخل الأراضي اللّبنانيّة، ووقف الدّعاية المعاديّة بين لبنان والكيان الغاصب كانت من اخطر بنود هذا الإتفاق.
كان المُراد عقدُ السلام بين لبنان والكيان المحتل ليوفر للأخير تمدداً في المنطقة دون رادع له،وتأميناً لمصالحه المعادية وامنه، وتحقيقاً لأطماعه الممتدة من الفرات الى النيل.
نتيجة تمسك الرئيس أمين الجميل بعد مقتل شقيقه الرئيس بشير الجميل في العام ١٩٨٢ “باتفاق الإذعان”، تأزم الوضع الداخلي اللبناني. وفي ضوء ذلك ونتيجة الاتصالات واللقاءات تحالف رئيس حركة أمل نبيه بري مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والرئيسين سليمان فرنجيةو رشيد كرامي وقوى حزبية أخرى وصعدوا معارضتهم ضد اتفاق ١٧ أيار.قرر أمين الجميل سحق كل من يقف في وجه اتفاق الذل، فأقدمت وحدات من الجيش على تطويق جامع بئر العبد في الضاحـية الجنوبية بـعد أن حـاول المصلين الاعتصام احتجاج على الاتفاق الموقع مع الإسرائيليين فـحصل صدام بين الجيش والمعتصمين أدى إلى استشهاد احد المعتصمين فتوتر الوضـع كثيرا على الأرض ولاقت الحادثة استنكارا واسعا جدا.
وأعطى أوامره للجيش الفئوي بقصف الضّاحية الجنوبيّة لبيروت، فوقعت اشتباكات بين عناصر من حركة أمل وعناصر الجيش، أدّت إلى انسحاب اللواء السادس في الجيش من الشوارع، وعودته إلى الثّكنات رافضًا أوامر القيادة بالاستمرار في المعارك، وسيطرت حركة أمل على بيروت الغربيّة بسرعة قياسيّة، وتوالت أحداث دراماتيّكيّة، انطلقت معها الانتفاضة بقيادة رئيس حركة أمل نبيه برّي متحالفًا مع رئيس الحزب التّقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط
أعطى نداء الانتفاضة مفعوله سريعاً واكمل مقاتلوا الحـركة سـيطرتهم على الأرض حتى تم اسقاط هذا الإتفاق،وهكذا كانت انتفاضة السادس من شباط التـي هـزت لـبنان كـله.
وحققت الانتفاضة أوسع تأييد شعبي فـي الصراع المفتوح ضد الاحتلال الإسرائيلي والسلطة اللبنانية المتمـثلة بالرئيـس أمين الجميل.
كانت الوحدة والمقاومة هي سبيل الانتصار، وأنّ السّلاح، مهما كان وضيعاً، قادرٌ على إفشال المشاريع الاميركية والصّهيونيّة،وان كانت مغطّاة بسياسات الحكومات العربيّة المهرولة نحو التّطبيع والسّلام.