رغم الحرب والأزمات، بلدية ديرقانون النهر رائدة انجاز المشاريع.. حديقة المصطفى ليس آخرها

رغم الحرب والأزمات، بلدية ديرقانون النهر رائدة انجاز المشاريع.. حديقة المصطفى ليس آخرها

تحقيق زهراء قصير – ليطاني نيوز

رغم ما يعيشه الجنوب من حرب ودمار، ويعيشه البلد من تتالٍ للأزمات، تسلك مشاريع بلدية دير قانون النهر طريقها للانجاز خدمة لأهالي البلدة والجوار.

 

منذ سنوات والبلدية تسعى بكل جهدها لاستقدام المشاريع وتنفيذها في البلدة، على الرغم من قلة الإمكانات، وفراغ صناديق البلديات من مستحقاتها من أموال البلدة، تنفذ البلدية مشاريع في مختلف المجالات.

 

مشاريع عدة نُفذّت في البلدة، منها مشروع كهرباء الاشتراك لكل أبناء البلدة تحت شعار “قد ما بتصرف بتدفع” والتي كانت البلدية السبّاقة بتنفيذه في المنطقة والجوار، ومشروع العباس لتشغيل الآبار الارتوازية في البلدة على الطاقة الشمسية، ومشروع تربية الأسماك القابلة للأكل، وأيضاً في إطار سعيها المتواصل لتعزيز التنمية المستدامة نفّذت البلدية، بتمويل من الكتيبة الفرنسية معمل فرز النفايات، الذي يسعى لفرز النفايات من المصدر والتخفيف من حدة التلوث على البيئة، أمّا على الصعيد الصحي افتتحت البلدية عام 2022 المركز الصحي الاجتماعي، وتم تأسيسه بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وجمعية acted والهيئة الصحية الإسلامية وجهود الخيّرين في البلدة، ليقدّم خدمات صحية ومساندة اجتماعية وتربوية.

 

وبالأمس، وبمناسبة عيد المقاومة والتحرير، افتتح مشروع حديقة المصطفى، بحضور وزير البيئة ناصر ياسين ورئيس البلدية الحاج عدنان قصير وحشد من الفعاليات والأهالي. مشروع الحديقة بدأ في العام 2019، وتعثر استكماله بسبب الأزمة المالية التي عصفت بالبلاد، ولكن بجهود البلدية وإصرارها، تمّ مؤخراً إنجاز كافة الأقسام الرئيسة في الحديقة، وقد سبق وافتتح في أواخر العام 2023 قسم ألعاب الأطفال بالتعاون مع الكتيبة الماليزية.

 

لم يمر افتتاح الحديقة مرور الكرام على أبناء البلدة والجوار حيث لاقى صدى كبيراً وفي حديث لموقعنا مع إحدى أبرز المشرفات على المشروع في البلدية، الدكتورة فاطمة ياسين، أكدّت لنا أهمية المشروع في ظلّ الأوضاع الحالية وحاجة الناس إلى متنفّس، وقد استفادت البلدية من موقعها الوسطي والقريب من العديد من البلدات المجاورة لإقامة المشروع، وتتابع ياسين حديثها أن في افتتاح المشروع بهذا الموقع وبهذا اليوم يشكل رسالة تحدّي وصمود، فالمساحة التي بُنيت عليها الحديقة، وهي 13 دونم، كانت مشاع وُضع فيه ردم البيوت المدمرة بعد حرب تموز 2006 وقد حوّلته البلدية إلى حديقة تليق بأهل المقاومة.

 

وعن أهداف الحديقة تقول الدكتورة ياسين أنّها مساحة خضراء تتضمن مسارات بيئية مزروعة بأشجار الصنوبر وأشجار تجميلية أخرى، وفيها أقسام وخدمات عديدة، منها الترفيهية والمسلية للأطفال، ومنها الخدمات التي سمحت البلدية للعديد من أهالي البلدة استثمارها ضمن أكواخ تراثية تشكّل جميعها قسم “سوق الضيعة”، بالإضافة إلى “ساحة الضيعة” التي تتضمن نافورة مياه ومقاعد وطاولات مجانية.

 

وتتضمن الحديقة بحسب ياسين مجموعة من الجلسات العائلية مع خدمات مياه وكهرباء ووسائل شوي، ومسبح عائلي ومبنى خدمات، بالإضافة إلى “بيت الضيعة”؛ البيت الريفي الذي تم تأسيسه ليحاكي وسائل العيش القديمة والتراثية ويحافظ على الذاكرة القديمة للبلدة، تختم ياسين بالقول أن علينا العودة إلى أحضان الطبيعة في ظل الملوّثات البصرية والسمعية، وحديقة المصطفى دليل على أننا يمكننا الترفيه بأماكن ذات جودة عالية وتكلفة منخفضة، حيث أن كل الخدمات غير المجانية في الحديقة هي بالليرة اللبنانية وبأسعار تناسب فئات المجتمع.

 

بعد الافتتاح غصت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الحديقة على صفحات الاهالي الذين عبروا عن فرحتهم بهذا الانجاز معتبرين أنه متنفس حيوي في ظل هذه الأزمة وقد عبر الاغلب عن فرحتهم بالقوانين السهلة التي وضعتها البلدية والتي من شأنها تيسير العمل مراعية جميع طبقات المجتمع.

 

بلدية ديرقانون النهر مثالٌ حيّ على اجتراح الحلول رغم الأزمات، والسهر لخدمة أهالي البلدة واستقدام المشاريع للحفاظ على جودة العيش، ولا بدّ ختاماً من الإشارة إلى أن البلدية تعمل على مشاريع عديدة، منها مشروع الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء للبلدة وسيتم افتتاحه قريباً.

الدكتورة فاطمة ياسين مكرمةً
الدكتورة فاطمة ياسين مكرمةً

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى