تقرير ميتا يكشف مصدر حملة لبنان لا يريد الحرب: شركة فيتنامية وراء الحملة التحريضية

تقرير بتول حمود

بعد أسبوع من بداية الحرب على غزة، وفتح حزب الله لجبهة الإسناد في الجنوب اللبناني دعمًا لغزة ومقاومتها، انتشرت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “حتى لا يتكرر الماضي، لبنان لا يريد الحرب”. ومع مرور الوقت، توسعت هذه الحملة لتشمل انتشار اللافتات الإعلانية على الطرقات اللبنانية، خصوصًا على الطريق المؤدي إلى الجنوب. كانت من أهداف هذه الحملة اتهام إيران بتورطها في الحرب بين إسرائيل وحماس، والتحريض ضد حزب الله، واتهامه بالسعي لجر لبنان إلى حرب مدمرة، إضافة إلى مطالبة الحزب، باسم اللبنانيين، بعدم تكرار حرب تموز 2006.

 

وفي هذا السياق، نشرت شركة ميتا يوم الخميس 22/8/2024 تقريرها عن التهديدات المعادية والحملات الممنهجة التي تهدد المجتمع الأمني، وذلك في إطار جهودها لكشف الأنشطة الضارة ومكافحتها عبر الإنترنت. وأشارت “ميتا” إلى أن هذه التقارير تهدف إلى مشاركة الاتجاهات والتحقيقات البارزة، لمساعدة مجتمعها في فهم التهديدات المتطورة. ووفقًا لـ “ميتا”، فقد قامت شركة في فيتنام باستغلال الخدمات التي توفرها “ميتا” لشن أربع حملات إقليمية ممنهجة استهدفت لبنان، وفرنسا، والولايات المتحدة الأميركية، والسعودية، وقطر

 

وبحسب مصادر “ميتا” في الصحافة المحلية اللبنانية، تم تنظيم هذه الحملة من قبل مجموعة من الشباب ورجال الأعمال اللبنانيين، بدعم من مدير شركة إعلانات في الخليج العربي. وأكدت “ميتا” في تقريرها أن الشبكة استخدمت حسابات وهمية بصور ملفات شخصية مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي (GAN)، حيث تم اكتشاف الغالبية العظمى منها بواسطة أنظمة “ميتا” الآلية قبل بدء التحقيق. وقد تم استخدام هذه الحسابات لتعزيز جهود العملية وإدارة الصفحات.

 

كما أفادت “ميتا” أنه على الرغم من محاولات الأشخاص الذين يقفون وراء هذه الشبكة إخفاء هويتهم وتنسيقهم، كشف التحقيق عن وجود روابط بين النشاط على المنصة وكيان مقره في فيتنام يُدعى “LT Media”، والذي يُرجح أنه يدير هذه الحملة نيابة عن عملائه. وقدمت هذه الشركة خدمات لتشغيل حسابات وهمية وتجنب اكتشافها من قبل المنصات الإلكترونية. وبناءً على ذلك، قامت “ميتا” بإصدار رسالة وقف وإلغاء إلى شركة “LT Media”، طالبت فيها بوقف النشاط الذي ينتهك سياسات “ميتا” على الفور.

 

وبحسب الإحصاءات الواردة في التقرير، استخدمت الشبكة 112 حسابًا على فيسبوك، و65 صفحة، و49 حسابًا على إنستغرام. وقد تابع حوالي 38,000 حساب واحدًا أو أكثر من هذه الصفحات، والتي تم صرف حوالي 1.2 مليون دولار أمريكي على إعلاناتها، وقد تم دفع معظم هذه المبالغ بالدونغ الفيتنامي.

 

وفي هذا السياق, نشرت “ميتا” تباعًا بعض الصفحات التي انتشرت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي وكانت على اتصال مباشر مع الشركة الفيتنامية. من بين هذه الحسابات: حساب “الشيعة ضد الحرب” (shi3adodelharb) على منصات يوتيوب وX (تويتر سابقًا) وتيك توك، بالإضافة إلى حساب “قوتنا بوحدتنا” (kowtnabewe7dtna) على فيسبوك وتويتر وX وتيلغرام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى