هل من معطيات إيجابية يمكن البناء عليها في ملف الترسيم؟
من جهة ثانية، لوحظ أنّ نوبة الايجابيات التي جرى ضخّها أثناء الزيارة الاخيرة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت مطلع الاسبوع الجاري، قد بدأت تتلاشى. حيث انّ أيًا من المعنيين الداخليين بهذا الملف يملكون جرأة تأكيد هذه الايجابيات أو وجود ترجمة عملية لها في القريب العاجل، على حدّ ما أوحى الوسيط الاميركي.
وأبلغت مصادر موثوقة إلى «الجمهورية» قولها: «لو كانت الايجابيات الجدّية موجودة، لا يتطلب الامر أسبوعًا أو أسبوعين لترجمتها، بل ترجمتها تكون فورية في غضون ساعات وربما أيام قليلة جدًا. والمؤسف أنّ البعض في لبنان يحترف التسرّع في اطلاق التوصيفات، وقد عام على شبر تفاؤل وهمي، وأوحى بأنّ الامور المرتبطة باتفاق الترسيم قد شارفت على خواتيمها، وذلك خلافًا لحقيقة الامر التي لم يخرج فيها هذا الملف من خانة التعقيدات الاسرائيلية له، حيث لم تبدر أيّ إشارة جدّية لا من الوسيط الاميركي ولا من غيره، عن تغيّر جوهري في الموقف الاسرائيلي. فإسرائيل كما اعتدنا عليها، لا تعطي بلا مقابل، بل تريد أن تأخذ ولا تعطي، ولبنان لا يمكن أن يقبل بأقل من حقوقه وحدوده كاملة. ولذلك ينبغي أن يكون الجانب اللبناني واقعيًا وينتظر. فهوكشتاين قال إنّه سيعود إلى بيروت، ومن الآن وإلى أن يعود، ينبغي الّا نغرق في أوهام، أو نتأثر بأبر مخدّرة تعمي عن التعقيدات الاسرائيلية».
وأشارت المصادر إلى ما سمّتها «وقائع اسرائيلية غير مشجعة» تعكس تناقضًا في الموقف الاسرائيلي. فمن جهة يشيّع الاعلام الاسرائيلي عن قرب التوصل إلى اتفاق مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية، ومن جهة ثانية تروّج مستويات اسرائيلية سياسية وعسكرية لاحتمالات مواجهة عسكرية، ومن جهة ثالثة إعلان اجتماع مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغّر «السياسي والأمني» بأنّ الامور يمكن ان تتطور لعدم إبرام اتفاق مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية، وانّه ليس من المؤكّد إنتاج الغاز المُخطّط له في شهر أيلول المقبل في الموعد المُحدّد له، بل ربما وحدوث توترات ومعارك فعلية».
أمام هذه الوقائع تسأل المصادر الموثوقة: «هل ثمة ايجابية يمكن البناء عليها؟ ثم انّ وجهة الامور يفترض أن تتحدّد وفقًا لما وعد هوكشتاين أنّه سيحمله من اسرائيل، هذا إذا عاد إلى بيروت في غضون أسبوعين كما قال؟!».
المصدر: الجمهورية