تعرف الى مقام صالح بن مرداس رئيس قبيلة بني كلاب في بلدة النبطية الفوقا
تحقيق : رضا بدر الدين
خاص الليطاني نيوز
(مقام أسد الدولة صالح بن مرداس أبو علي رئيس قبيلة بني كلاب)
يقع هذا المقام في بلدة النبطية الفوقا ، والمسمى اليوم “مقام النبي” (محمد شاه الخرساني) من أتباع ما يسمى (باليالوشي) ، كما يقال ، ومنهم من قال بل هو (الشيخ محمد اليالوشي) ، الذي خرج على أستاذه ومعلمه الشهيد الأول محمد بن مكي الجزيني وحاربه الشهيد وقتله وقتل بسببه . وبأن شهداء تلك الواقعة لا تزال معروفة في جبل عامل على مقربة من النبطية الفوقا وتعرف بمقبرة الشهداء .
وبحسب قراءتي ، بأن هذا المقام هو على قاعدة كما قال أحد العلماء نقلاً عن السيد محسن الأمين من أن هذه المقامات والقباب الموجودة في العديد من قرى جبل عامل والمنسوبة إلى بعض الانبياء هي مبنية إما على قبر عالم أو حاكم ، وأن البعض منها مسماة بغير اسمها الصحيح . وهذا القول ينطبق على هذا المقام المذكور تماماً .
وهناك مثل شعبي يقول : إذا مررت بهذا المقام وهذه المقبرة (مقبرة الشهداء) فلا تلقي عليهم التحية ولا تقرأ لهم الفاتحة . (وهم شهداء عند البعض وخونة ومرتدين عند آخرين) .
أما ما يسمى تحريفا (يالوش أو الشيخ محمد اليالوشي) والتي تنسب إليه هذه المعركة ، هو أقوش تكين الدزبري (الزريري) ، “أنوشتكين”التركي أمير الجيوش قائد جيوش الدولة الفاطمية . وهو غير الشيخ محمد الدرزي نشتكين أو انوشتكين) الذي خرج على أستاذه ومعلمه الشيخ حمزة اللباد داعي دعاة الاسماعيلية ، والذي قتله الشيخ حمزة اللباد وقتل بسببه ، والتي حصلت هذه الواقعة في دير ميماس قرب الزريرية . وبسبب التشابه بين الدرزي والدزبري ، ساد الاعتقاد عند بعض المؤرخين من القدامى والمتأخرين بأن الدرزي هو الدزبري وكلاهما يدعى أنوشتكين ، كما ورد في منطلق تاريخ لبنان لكمال الصليبي .
وبعبارة أخرى ، لا يوجد في التاريخ من اسمه (اليالوشي) وهذا الاسم هو إسم وهمي أو محرف .
وأورد الشيخ سليمان ظاهر في كتابه تاريخ الشيعة ، السياسي _ الثقافي _ والديني ، نقلاً عن هلال الصابي ما يلي : في سنة ٤١٩ هجرية جهز صاحب مصر “الخليفة الفاطمي الظاهر” جيشاً مع القائد انوشتكين الدزبري التركي أمير الجيوش لقتال صالح بن مرداس وحسان بن المفرج بن الجراح ، وكانا قد جمعا واستوليا على الأعمال وانتهيا إلى غزة ، فلما بلغهما خبر الدزبري انصرفا من بين يديه وتبعهما إلى الاقحوانة أسفل عقبة فيق ، واقتتلوا فانهزم حسان بن المفرج وقتل صالح وابنه الأصغر . واستولى الدزبري على الشام ، وكتب إلى صاحب مصر كتابا مضمونه : وأما صالح بن مرداس زعيم بني كلاب فإنه اتفق مع حسان ، فتآمرا على الفساد ونهب العباد ، وكان صالح اشدهما كفرا وأعظمهما أمراً ومكرا ، ووافى الملعونان الأقحوانة الصغرى عند شاطئ نهر الأردن ووقعت الحرب ، واشتدت بالطعن والضرب ، وأما الخائن صالح فلم يزل يواصل الحملات حتى أتعس الله جده ، وأخذ سيف الله منه حده ، فخر صريعاً قد ازهق الله نفسه ، وأخبث مغرسه ، وغنم المجاهدون سيفه وفرسه .
_ كان جبل عامل قديما يسمى بالاردن الصغرى أو الصغير وقاعدته طبريا ، وكان الحد الفاصل بين جندي دمشق والأردن هو مجرى نهر الزهراني كما ورد .
_ عقبة فيق : وهي تقع بالقرب من جبل طورا على يسار السائر بين كفرحونه وجزّين ؛ وهي تقابل باتجاه الشرق جبليْ تومات جزّين ًوهي خزان نبعها وشلالاتها التي تشتبك عند مرج بِسْري مع نبع الباروك فتشكّلان نهر الأولي عند ناصية مدينة صيدا .
_ وفي معجم البلدان لياقوت الحموي: الصنبرة موضع بالاردن مقابل لعقبة فيق بينها وبين طبريا ثلاثة أميال . والصنبرة تقع اليوم قرب بلدة المروانية بينها وبين قاقعية الصنبرة .
وورد في بعض المصادر:
(صالح بن مرداس / تاريخ الوفاة في شهر أيار سنة ٤١٩ هجرية)
أسد الدولة صالح بن مرداس أول أمراء أسرة بني مرداس التي حكمت حلب خلال أعوام 414-472 هـ / 1024-1079 م، على أنقاض الدولة الحمدانية. استولى على حلب سنة 414 هـ من مرتضى الدولة منصور بن لؤلؤ الجراحي غلام أبي الفضائل ابن سعد الدولة نصر بن سيف الدولة الحمداني نيابة عن الخليفة الفاطمي الظاهر بن الحاكم بأمر الله الفاطمي. فأرسل إليه الفاطميون جيشاً بقيادة أنوشتكين أمير دمشق، التقى بصالح وجيشه عند موقع الأقحوانة شمال بحيرة طبرية، فقُتل صالح وأحد أولاده عام 419هـ/1029م وحمل رأسيهما إلى مصر. وكان حكمه لحلب 6 سنوات، ثم خلفه بالحكم ابنه نصر الذي نجا من تلك المعركة .
أدباء وكتاب ومؤلفاتهم
صالح بن مرداس
أسد الدولة أبو علي صالح بن مرداس بن إدريس بن نصر بن حميد بن مدرك ابن شداد بن عبد قيس بن ربيعة بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الكلابي؛ كان من عرب البادية، وقصد مدينة حلب وبها مرتضى الدولة ابن لؤلؤ الجراحي غلام أبي الفضائل ابن سعد الدولة نصر بن سيف الدولة بن حمدان نيابة عن الظاهر بن الحاكم الفاطمي صاحب مصر، فاستولى عليها وانتزعها منه، وكان ذا بأس وعزيمة وأهل وعشيرة وشوكة، وكان تملكه لها في ثالث عشر ذي الحجة سنة سبع عشرة وأربعمائة، واستقر بها ورتب أمورها، فجهز إليه الظاهر المذكور أمير الجيوش أنوشتكين الدزبري في عسكر كثيف-والدزبري بكسر الدال المهملة والباء الموحدة وبينهما زاي وفي الآخر راء، هذه النسبة إلى دزبر بن أويتم الديلمي وهو بالدال وبالتاء، أيضاً، وكان بدمشق نائباً عن الظاهر، وكان ذا شهامة وتقدمة ومعرفة بأسباب الحرب-فخرج متوجهاً إليه، فلما سمع صالح الخبر خرج إليه، وتقدم حتى تلاقيا على الأقحوانة فتصافا وجرت بينهما مقتلة انجلت عن قتل أسد الدولة صالح المذكور، وذلك في جمادى الأولى سنة عشرين، وقيل تسع عشرة وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
الدولة المرداسية .. امتداد الحضارة الشيعية
لم تخفت جذوة التشيّع في حلب بانقراض الدولة الحمدانية التي أسست أهم المراكز الحضارية في العالم الإسلامي وشهد عهدها نهضة علمية وثقافية عظيمة امتد أثرها على مدى قرون عديدة ، خلفت الدولة الحمدانية الدولة المرداسية الشيعية الاثني عشرية للفترة (٤١٤ ــ ٤٧٢ هـ / 1024 – 1079 م) والتي حكمت أجزاءً من سوريا ولبنان لأكثر من نصف قرن واتخذت من حلب عاصمة لها وقد ضمَّ نفوذها إضافة إلى حلب منبج وبالس والرقة والرحبة، وحمص وصيدا وبعلبك وطرابلس.