الطبسون والطيور المهاجرة وأنواع أخرى…حيوانات تستعيد نشاطها في حوض الليطاني بعد الحد من التلوث الذي قامت به المصلحة الوطنية لنهر الليطاني
تحقيق : رضا دياب
خاص الليطاني نيوز
انتشر في الفترة الأخيرة صوراً لحيوان الطبسون تم التقاطها في حوض الليطاني وقد تم نشر الصور تحت عنوان : عودة ظهور الطبسون الحيوان المهدد بالانقراض في الجنوب
عناوين شتى تناولتها تلك الصفحات في ترويج غير مقصود معتمدين في نشرهم على مقالات لا يوجد فيها مصادر موثوقة مأخزذة من الإنترنت وقد ساهم اختفاء الطبسون في السنوات الأخيرة في تعزيز هذه الفكرة
فهل فعلا حيوان الطبسون مهدد بالانقراض في الجنوب؟
لا يوجد أي تقييم يفيد بانقراض الطباسين لا عالمياً ولا محلياً، من دون إغفال التحديات التي يواجهها والتي أدت إلى تراجع نشاطه في بعض المناطق، بهذه الكلمات أجاب مصدر مسؤول في جمعية “الجنوبيون الخضر” عن سؤال ” الليطاني نيوز ” وأكد أن ما يتم تداوله غير صحيح بل هو متواجد وموثق لدينا في عدد من المواقع في الجنوب ولبنان بما في ذلك حوض الليطاني السفلي وقد ساهمت الإجراءات المهمة التي اتخذتها مصلحة الليطاني في السنوات الأربعة الماضية في الحد بنسبة كبيرة من التلوث الحاصل في المجرى والحوض الذي كان له التأثير السلبي على المحيط البيئي ونشاط الأنواع وقد لاحظنا أن هذه الإجراءات كان لها انعكاساتها الايجابية المباشرة على إستعادة الأنواع نشاطها التدريجي ربما كان من أبرزها ثعلب الماء أو القضاعة الأوراسية الذي كان يعتقد أنه انقرض عن البرية اللبنانية وهو توثيق غير مسبوق على الحوض السفلي هذا بالإضافة إلى أنواع أخرى من بينها الطبسون كما يعرف في منطقتنا أو الوبر الصخري وهو يعيش في مستعمرات تضم عدد من الأفراد قد تصل إلى ما دون المئة وقد وثقت الجمعية أكثر من موقع لمستعمراته على الحوض السفلي للنهر وهذا مؤشر على ما ذكرناه أنفاً عن الاستعادة التدريجية للنهر حيويته .
كيف نحمي الطبسون
يضيف المصدر المسؤول أن وجود نشاط لاي فرد من الطبسون يعني أن مستعمرة بعدد من الطباسين موجودة في المحيط وبالتالي من الضروري على رواد النهر وأهلنا في البلدات حماية لهذه المستعمرة عدم القيام بأنشطة في الموقع والعمل على تجنب إقلاقها كي لا تشعر بالتهديد وقد يدفعها ذلك لهجران الموقع فهذه الثدييات خجولة وحذرة وعلينا جميعاً مسؤولية حمايتها والتمتع بمشاهدتها عن بعد وهي تؤدي وظيفة حيوية في النظام البيئي تنظم الغطاء النباتي وتوفر طرائد لعدد من الضواري مثل بنات آوى والثعالب والضباع فضلاً عن الجوارح وهذا ما قد يسهم في الحد من إقتراب تلك من الأماكن السكنية بحثاً عن طعام أو بسبب المكبات العشوائية على أطراف البلدات والتي هي خطر عليها لأنها مكبات ملوثة بالنفايات المختلفة، مع توافر الطرائد لها في البرية.
كيف بدأ النهر بإستعادة عافيته
النظام البيئي متكامل فالحد من التلوث ساهم بشكل مباشر بذلك ولذلك بدأنا نشهد إستعادة لنشاط أنواع عدة وعودة أنواع عدة من الطيور الموسمية والمهاجرة للاستراحة في بعض مواقع الحوض وهذا لا يعني أنها لم تكن موجودة إنما تحسن الوضع البيئي للحوض ساهم في إستعادة نشاطها واستقراره. وهو ما اصبح أكثر معاينة اليوم وإذا زرت ضفاف النهر ستلاحظ أن هناك أنواع عدة من النباتات ساهم الحد من التلوث هناك بظهورها ونموها مجدداً وقد سبق لنا وبالتعاون أن أطلقنا عدة طيور في محيط الحوض بعضها بالتعاون مع المصلحة الوطنية لنهر الليطاني مثل طائر بوم من نوع بوم الحظائر وأسميناه “ليطاني” وأخر تلك كان السنة الماضية حيث أطلقنا عقاب ثعابين بالغ بعد فترة علاج ورعاية وذلك لتعزيز حيوية الحوض والإضاءة على أهميته البيئية.
ونحن نشدد على أهلنا من رواد النهر الحفاظ على نظافته فلا يخلفوا فيه أو على ضفافه أي نوع من المخلفات كي نساهم بحمايته وإستعادته حيويته ومثال على أهمية ممارستنا لهذا الوعي إستجابة الطيور المهاجرة لتعديل السلوك حيث أن الوعي لدى الناس في عدد من المناطق وتزايد الظاهرة في الجنوب بعدم اصطيادها جعلنا نراها تحط وتستريح في محيط عدد من القرى والبلدات في العامين الأخيرين حيث بدأت الناس تألف وتنتظرعودتها الموسمية، وبالمناسبة فأن عودة الطيور المهاجرة يوفر على أهلنا المزارعين فاتورة كلفة المبيدات الحشرية الضارة للبيئة والصحة، وهو مشهد كنا قد فقدانه لعقود ويدل على أهمية سلوكنا في حماية البيئة والتنوع البيولوجي.