الإسلاموفوبيا.. حرية شخصية ام صراع حضارات

نظرة إلى عقيدة العداء للإسلام في الغرب

زهراء قصير

المشاهد الآتية من “بلاد الحريات” ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فتلك نظرياتٌ نظّر لها فلاسفة الغرب وسياساتٍ اعتمدها سياسيوه.

برزت في التسعينيات من القرن الماضي، نظرية “صراع الحضارات”، وما حملته من عداءٍ تجاه الإسلام والمسلمين. نظّر لها المفكّر اليهودي “صموئيل هنتغتون” في كتابه” صراع الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي” عام 1993. عماد هذه النظريّة هو الخشية والعداء للإسلام، إذ يعتبر “هنتغتون” الإسلام “مشكلة ليس لها حلّ، وأنّ الإسلام تحيط به حدود دمويّة”، هذه “الحدود الدمويّة” تأبى بنظره إلاّ التحجيم، هذا التحجيم هو الهدف الذي قامت عليه فيما بعد خططٌ وبرامج ومشاريع في مختلف المجالات، وأُطلق عليه الحرب على “الإرهاب الإسلامي”.

هذا “الإرهاب” بنظره، ومن ورائه بلاد الغرب، هو ما يختزنه الإسلام من عقائد ترفض الظلم والاستبداد، وتنصر المظلوم، ما يجعلها تقف في وجه الاستعمار الغربي التي خطّطت وتخطط له لتقاسم ثروات البلاد العربيّة، ابتداءً من زمن سقوط الاتحاد السوفياتي.

ما يمارسه الغرب حاليًا هو سياسات قائمةٍ على هذه النظريّة وغيرها من النظريّات المشابهة (نظرية الشرق الأوسط الجديد، نهاية التاريخ والرجل الأخير..) تخدم النظرية الأولى التي تبنّاها الغرب وهي جعل الإسلام العدو رقم واحد للعالم.

وعلى هذه النظريات بُنيت سياساتٍ ساعية نحو تكريسها في أذهان الشعوب، ابتداءً من أحداث 11 أيلول وما تبعها من تكريس لنمطية المسلم والإسلام، وصولاً إلى تأسيس “داعش”، وما بينهما من انتهاكات وإساءات للإسلام عبر البروباغندا الإعلاميّة والإساءة لنبيّ الإسلام في الصحف والمجلات الغربيّة، ومؤخّراً إحراق نُسخ المصحف الشريف بترخيصٍ رسمي.

وأيضاً مع بداية القرن الحالي دأبت البلاد الغربيّة وخاصّة البلاد الأوروبيّة، لتكريس مفهوم العداء للإسلام والمسلمين في أذهان أجيال العصر الحديث، فلم يقتصر على التوجه السياسي بل تعدّاه ليصبح رسمياً في مناهج الطلاّب المدرسيّة، ففي دراسة قُدّمت إلى اليونيسكو حول الكتب المدرسيّة في المناهج الأميركية والأوروبيّة أكّدت “أن ما يدرسه التلاميذ عن الإسلام والعالم الإسلامي لا يزيد عن 3٪ من المقرر الدراسي، و97٪ من المقرر مخصّص لتاريخ أوروبا وأمريكا، وفي الغالب يكون الجزء المخصّص للعالم الإسلامي في إطار بلاد العالم الثالث سواء من الناحية الجغرافية او التاريخية أو في إطار توزيع الثروات الطبيعية في العالم وخاصة البترول”.

فإذا كانت النظريات المتأتيّة منها سياسات هذه البلاد تحمل العداء للإسلام والمسلمين، فهل يعود هناك غرابة في ممارسة مثل هذه القبائح على المباشِر وتحت ذريعة “حرية الإنسان”؟.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى