فراس خليفة … حارس شارع الحمرا وموثق تاريخه


تحقيق : رضا دياب
خاص ليطاني نيوز
طرحت الأزمة الإقتصادية أعباءها على شارع الحمرا في بيروت فمن شارع كان يضم أشهر دور السينما والمسارح في لبنان، ومقاهِ يرتادها مثقفون وفنانون، ومتاجر فاخرة تعرض وتبيع أفضل ما يمكن اقتناؤه، ومن شارع كان منبعا للثقافة والفكر والفن. تحتله المقاهي المليئة بالشعراء والكتَّاب والفنانين وأكشاك الكتب والمجلات الى شارع أصبحت تحتل أرصفته أصوات الفقراء والمتشردين والمتسولين حيث تبدل المشهد المعهود وأقفلت مقاهي الأدباء
وعلى الرغم من تحول هذا المشهد بهذا الشكل بقي فراس خليفة حاملاً لواء الشارع في برنامجه ” شارع الحمرا ” على قناة LTV السورية يجول من ندوة الى ندوة يحاور الشعراء والأدباء يستضيف الفنانين في برنامجه من مكان الحدث يعيد للمشاهد عز الشارع يوم كان يتفرد بظاهرة الفن والأدب والحداثة والعراقة إلى جانب مقهى برزخ ومقهى تاء مربوطة ومكتبة أنطوان وبائعي الصحف محمود و نعيم

الفنان عبدالحليم حمود

الفنان عبد الحليم حمود

لطالما اعتبرت فراس خليفة واحداً من حراس شارع الحمرا يستيقظ قبل واجهاته لينقل لنا بدايات النبض في هذا الشارع التاريخي منطلقاً من تلك الزاوية لكيوسك محمود بائع الصحف لنطلع على عناوين الجرائد المحلية بهذه الكلمات بدأ الكاتب والروائي “عبد الحليم حمود “حديثه لليطاني نيوز ويتابع حديثه : وكأن هذه الصباحات تشبه تلك القديمة حيث كان الحبر يصنع النهارات.
فراس خليفة لا يقدم برنامجاً فحسب إنما يقاوم على طريقته عملية التصحر التي تجتاح ذلك الشارع العريق حيث السينمات صارت محلات احذية والمقاهي محلات شاورما وكباب ، مع هذا البرنامج شارع الحمرا والنشاطات المشابهة وبعض المحاولات المغايرة ثمة معاندة للعقل الرأسمالي المتوحش الذي لا يتكلم سوى باللغة الخضراء بينما هنا بكل زاوية وجدار حكاية لا تبدأ مع عصام العبدالله وابراهيم مرعشلي وداليدا وأزنفور ولا تنتهي مع بول شاوول وأسامة بعلبكي هنا الرصيف يشي بالحكايات العميقة بينما الجميع غارقون في السطح

الشاعرة والإعلامية ناريمان علوش

الشاعرة والاعلامية ناريمان علوش

أما الشاعرة ناريمان علوش فترى أنه بعد هيمنة السياسة على جميع القطاعات والميادين بات من الصعب جداً إيجاد إعلام ثقافي يهتم بالإضاءة على النشاطات الثقافية التي أصبحت قليلة ونادرة وخاصة بعد جائحة كورونا والأزمات المتتالية التي شهدها لبنان وتتابع لليطاني نيوز لذلك أصبحت البرامج الثقافية نادرة جداً وباتت الوسائل الاعلامية لا تهتم بهذا النوع من البرامج ونجد سيطرة للبرامج السياسية على المشهد الإعلامي وإن برنامج شارع الحمرا الذي يقدمه الإعلامي فراس خليفة يعتبر تحدياً من وجهة نظر شخصية لأنه من النادر ان نجد إعلامياً صامداً ومتمسكاً بهذه الرسالة وخاصة انها لا تعود عليه بالمردود المطلوب في ظل عدم وجود أي دعم من الدولة والدعم القليل من الناس للامور الثقافية

الكاتبة والناشطة هبة عبدالخالق والاعلامي فراس خليفة

الكاتبة والناشطة هبة عبدالخالق

فراس هو نسيج ذاته بهاتين الكلمتين بدأت الكاتبة والناشطة هبة عبدالخالق حديثها لليطاني نيوز لتعبر عن مدى إعجابها بثقافة فراس خليفة وتتابع عبدالخالق أن ما يملكه فراس من ثقافة كبيرة ووعي ووجه مبتسم يجعل كل من رآه إن كان يعرفه أو لا يعرفه يشعر بصدقه الذي يظهر على وجهه في تعاطيه مع الناس وضيوفه وهذا الوجه من المهم أن يكون موجوداً لا بل هو مطلوب كثيراً في عالم الإعلام وتشعر بذكائه وفطنته من اسلوبه في الحوار حتى أنه يستطيع ان يخرج منك ما لا تريد التكلم به على الرغم من اتفاقك المسبق معه بعدم ذكر الموضوع ولكن اسلوبه يجعلك تتكلم دون أن تدري الفخ الجميل الذي نصبه لك حتى أنه يجعل الضيف يشعر بأنه يجلس مع زميله على طاولة في مقهى خاص يحتسيان فنجانين من القهوة وليس في برنامج تلفزيوني على مرأى عيون الناس فأنا من الأشخاص الين لا يشاهدون التلفاز كثيراً ولكن مع بداية جائحة كورونا مثلي مثل باقي الناس جبرت أن أشاهد التلفاز نتيجة الجلوس في المنزل فلفتني برنامج شارع الحمرا وإذاما أردت أن أصف فراس فهو لديه الكثير من الاعلامي الراحل رياض شرارة الذي جعلني أحب الإعلام إلا أن فراس لا يقلده بل فيه شيء من نسيجه في التواصل وتكمن اهمية برنامج شارع الحمرا انه من البرامج النادرة التي اتخذت منحى ثقافي بحت في ظل كل ما نراه في هذا المجتمع اليوم وهذا ما سيؤدي الى حفر اسم فراس في عالم الاعلام دون قصده

الدكتورة ليلى شمس الدين

الدكتورة ليلى شمس الدين

هو الصديق العزيز والمميّز الذي يعمل على تفسير ما يحصل او ما يتوقع حدوثه بروية وتعقّل وانفتاح دون إثارة قلق أو هلع أو فقاعات صوتية لا تحدث بتردداتها سوى الضجيج بهذه الكلمات بدأت الدكتورة ليلى شمس الدين
باحثة في الانثروبولوجيا والإعلام وأستاذة جامعية حديثها لليطاني نيوز وتتابع : هو فراس خليفة الذي يعمل على تفسير ما يحصل او ما يتوقع حدوثه بروية وتعقّل وانفتاح دون إثارة قلق أو هلع أو فقاعات صوتية لا تحدث بتردداتها سوى الضجيج ..
يصنع فراس الخبر فيرصد الموضوعات ويتتبّع القضايا والمسارات ، فنراه عميقًا بعمق متابعيه كل بحسبه ، يتنقّل معنا فترسو أشرعته على موانىء القضايا والموضوعات المتنوّعة والمتناغمة وهنا حدّث ولا حرج
من قلب بيروت يحدّثنا فراس عمّا ندرك وما لا ندرك عنها يجترح موضوعاته من ماضيها وحاضرها فيعكس لنا رغبته المستقبلية فيما ستعود إليه
من زوايا شارع الحمرا يبث حلقاته فينبش قصص وحكايا مقيميه وروّاده وعابريه ومقاهيه وفضاءاته الثقافية والإنسانية يحدّثنا مازجًا اللغات صامتة والناطقة في آن وهي ملكة قد لا يتقنها كثر
يطوف بنا بحديثه ونبرته المميزة بين الدراما والمسرح ، كما السينما والمكتبات ومعارض الكتب ذات المروحة الملوّنة بموضوعاتها وتصنيفاتها دون أن يغفل محطة من محطات الثقافة المرتبطة بنا حتى في الغناء والألبسة والأطعمة وإحياء ذاكرة وتراث فتاريخ وإرث متعدّد التوجّهات
أمّا ضيوفه الذين يضحون أصدقاءه فبينهم فنانون ورسامون وإعلاميون وصحافيون وشعراء وكتّاب وروائيون وعلماء وباحثون والقائمة تطول
كل هذا يضعنا أمام مثقف بامتياز، عفوي، يعرض أفكاره دون مواربة أو تحيّز، يُعبّر فيعبر بسلاسة لينفذ الى عقول وقلوب مشاهديه وهذا أمر ليس بالسهل أبدا
شكّل حضور الصديق فراس خليفة في البرنامج حالة تستحق التوقّف عندها في زمن الابتعاد عن البرامج الثقافية الإنسانية أراه يستفيد من كل حدث وليس من كل شاردة وواردة
يتنقّل بين الشباب تارة ونجده طورًا يطرح قضايا المرأة بجوانبها المتعدّدة وما أكثرها دون أن ينسى قضايا المسنّن والمجتمع وأوقاتًا أخرى يأخذنا إلى تاريخ المدن وتحوّلاتها من خلال تجارب أو مبادرات ومشاريع
نرقب مع فراس قضايا تحوّلات اجتماعية وثقافية وإنسانية على وقع أحداث مفصلية لنقرأ واقعها وخباياها فيسهم في رسم ملامحها التاريخية من خلال الذاكرة الشفهية التي نستمع ونجول معه نعيش متعة التجارب في المحتوى والضيوف كما عبق الأمكنة ورمزيتها وبما تختزن
يحاول فراس ربما احياء الذاكرة الثقافية لشارع الحمرا وما يختزن ، فيجهد في العمل على إعادة ترسيخها، باختصار عندما يقوم الإعلامي بدوره المنوط به نكون أمام نموذج كنموذج الصديق فراس خليفة

الشاعر والصحفي هاني نديم في مقابلة مع الاعلامي فراس خليفة

الشاعر والصحفي هاني نديم

أما الشاعر والصحفي هادي نديم فاعتبر أن ما يقدمه فراس خليفة لا يقوم به الا صحفي هائم ولامع ويؤكد ذلك اهتماماته والتفاتاته وموضوعاته التي يطرحها وغن ما يفعله الصديق فراس في زمن الترند والمؤثرين السفهاء هو حمل صليب من خلال الطرح الواعي الذي يقدمه في هذا الطريق ولهذا أكبره أيما إكبار وأشد على يديه خاصة وأن شارع الحمرا هذا الموضوع وتلك الثيمة التي حملها فراس على طول الطريق تحمل الكثير من الشجن والشجى وما زالت تتحمل الكثير من الاشراقات وأنا أحب فراس خليفة أيما حب وأحب أن أشير الى انه أحد الملهمين في هذا الوقت وأشد على يديه وأشكركم لإتاحة هذه الفرصة للحديث عن صديقي وزميلي فراس خليفة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى