الجنوب يقدم شهداء ومتفوقات… الطالبات الأوائل في لبنان: تفوّقنا ببركة دماء الشهداء


تحقيق زهراء حسن قصير
خاص ليطاني نيوز

تلازم الجنوب صفة العزة والتضحية، ويلتصق الصبر صفةً لأهله، فهو لم يعد فقط أرضاً بل أصبح ولاّداً للأبطال ومصنعاً للفِخار، وفي كل استحقاق وامتحان للجنوب وشبابه حكاية أخرى، يصنعونها من مرّ أيامهم فتستحيل تفوقاً، ينير دروبهم للمستقبل. لم تمنعهم من ذلك تهديدات العدو، أو جداراته المتكررة، ولا حتى الظروف الاستثنائية التي مروا بها منذ أكثر من 9 أشهر.

أكثر من 290 يوماً وطلاب الجنوب يعيشون ضغوطاً نفسيةً شديدة، منهم من نزح من بلدته الحدودية فاضطر لمتابعة دراسته افتراضيّاً ومنهم من فقد أعزاء وأحباب ارتقوا فداء للأرض.

تُجمع الطالبات الثلاث ممّن تفوقن بالإجازة الفنية لفنون الاعلان الغرافيكيّة، أنه كان عاماً استثنائياً بكل تفاصيله، ولكن كنّ على قدر التحدّي وتفوقن.

وفي حديث لموقع الليطاني نيوز تقول الطالبة في معهد الأمجاد الجامعي “ديانا كمال جفال” من بلدة البازورية الجنوبية التي نالت المرتبة الأولى في لبنان في اختصاصها، «على الرغم من كل ما حصل في هذا العام الدراسيّ، الذي كان مليئاً بالدمار وآثار الحرب، إلاّ أنّنا تلقّينا الدعم من المعهد والأصدقاء والأهل، فكانوا لنا سنداً وعوناً على الظرف الصعب الذي مررنا به»، وأعزت ديانا هذا التفوق “لدماء الشهداء والجرحى الذي لولاهم لما استطعنا أن ندرس وننتصر، فهذا النجاح والتفوق هو نصر أيضاً».


توافقها الطالبة من معهد المنار الجامعي “بتول حسن توبي”، من بلدة جبشيت الجنوبية التي نالت المرتبة الثالثة في لبنان، وتصف النجاح والتفوق «بالجهاد الذي يمارسه الطلاب في ميدانهم، فيتفوقوا، ويصنعون معادلات في مجالاتهم، فالعلم جهاد ينفي الجهل، ويردع العدو، كما فعلُ المقاومة في الميدان»، وفي ختام حديثها أهدت بتول نجاحها «للمجاهدين على الثغور، ولشهداء المقاومة الذين ارتقوا دفاعاً عن الأرض»، وأضافت «نقول للشباب أن النصر تصنعه سواعد الطلاب والمجاهدين».

أمّا الطالبة من معهد الأمجاد الجامعي “حوراء صالح مهدي” التي نالت المرتبة الثانية، فهي قصة أخرى تجسّد معاني الصبر والصمود، فهي النازحة عن قريتها الناقورة الحدودية، وابنة شهيد مدنيّ اغتالته الآلة الصهيونية وهو يمارس عمله في مصلحة المياه، وتصفه حوراء «بالداعم الأول والسند، ولكن رغم فقدنا إيّاه شهيداً، كانت ثقتنا بالله وبأنفسنا عالية، وما التفوق إلاّ نتيجة للصبر والتضحية ودماء الشهداء»، وتوجّه الشكر «لكل الطلاب الذين لم يستسلموا، وثابروا حتى وصلوا إلى النجاح، وخاصة طلاب الجنوب وإن لم يحالف النجاح البعض منهم إلاّ أن اليقين بنجاحكم كبير». وتهدي حوراء نجاحها «لروح شهيدي بابا الغالي، ولكل شهيد».

ديانا، حوراء، وبتول، هم نماذج عن طلاب الجنوب، ففي كل اختصاص أوائل من الجنوب، الطلاب الذي كان عامهم استثنائياً فكان تفوقهم استثنائياً أيضاً. فالأرض التي تُخرّج أبطالاً للدفاع عنها يفدونها بالدماء، تُخرّج طلاباً يصنعون مجدها بالحبر والقلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى