اليهود : تأريخ وممارسة…. بين الماضي والحاضر (الجزء التاسع)
إعداد الكاتب حسيب قانصو
إذن، تبين لنا عزيزي القارىء، أن اليهودية بمعناها الحقيقي، هي ليست رسالة سماوية كما يشاع تلموديًا وعلى المستوى السياسي واليهودية بالتعبير الأصح هي ليست دينًا خاصة بعد أن كشفنا أن العبرانيين الذين رفضوا الدين الذي سمانا به النبي ابراهيم عليه السلام ” المسلمين” وأن العبرانيين الذين رفضوا التوراة التي أنزلت للنبي موسى عليه السلام، تمسكوا بما يملأ قلوبهم حقدًا وغلًا، إذ قبلوا التسمية لهم باليهود نسبة إلى ” يهوذا” احد أخوة النبي يوسف كما ذكرنا في الجزء الثامن وأصبحوا مذاك التأريخ يعرفون باليهود بدلًا من العبرانيين.
هؤلاء اليهود الذين ينسبون عرقهم إلى النبي سام بن نوح عليهما السلام، هم أنفسهم الذين ينسبون عرقهم إلى النبي اسحاق بن النبي إبراهيم عليهما السلام وهم أنفسهم الذين ينسبون عرقهم إلى النبي يعقوب عليه السلام والمسمى ” اسرائيل” في القرآن الكريم.
إلى هنا، نفهم، أن هؤلاء ينسبون أعراقهم إلى سلالة الأنبياء، نبي بعد نبي من النبي سام مرورًا بكل الأنبياء الذين تحدثنا عنهم واحدًا بعد الآخر، علمًا أنهم لا ولم ولن يلتزموا يومًا بواحد من هؤلاء بل قاتلوهم ومنهم من اتهموه بالكفر ومنهم بالزنا ومنهم بالشعوذة الى آخره، أما، أن ينسب هؤلاء أنفسهم إلى قاتل وحاقد أمثالهم ” يهوذا” ابن النبي يعقوب عليه السلام ويهوذا ليس نبيًا ويريدون اليوم تسمية دولتهم في فلسطين المحتلة والمغتصبة بالدولة اليهودية، فهذه آخر زندقة التشبه بالأديان السماوية والعياذ بالله.
يتلطى هؤلاء بالعهد القديم وأسفاره بحجة أنها التوراة التي نزلت على النبي موسى عليه السلام. يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هذا من عند الله.
هذه التوراة المزورة من ألفها الى يائها نسخت بأيدي الكتبة الفريسيين تماما كما نسخوا التلمود في بابل واعتبروه تشريعًا له وقبل أن نتحدث عن العهد الجديد، نلفت النظر أن هذا التلمود الذي ارادوا أن يحكموا به العالم بدءًا من كل دول الغرب، كان سببا رئيسًا لطردهم من أوروبا وإحراق التلمود ومنعهم من طباعته وأن محاكم التفتيش التي قيل لنا ونحن على مقاعد الدراسة، أنها أقيمت للبحث عن المسيحيين المؤمنين برسالة عيسى ونبوة عيسى عليه السلام وليس ألوهيته.
هذا صحيح ، لكن كافة الدول الغربية التي لم تتحمل أن يكون للسيد المسيح أنصارًا له فهم أيضا رفضوا وجود هؤلاء اليهود التلموديين الذين كانوا يعملون على خراب أوروبا بكل دولها والتحكم بإقتصادياتها تمامًا كما هم اليوم يمسكون العالم بأذرعهم من خلال عصابات ومافيات تشكلت منهم بعد سبيهم إلى بابل على يد نبوخذ نصر ومنذ ذاك التاريخ وتحديدًا من العام ١٤٢٥ بدأ طردهم من إسبانيا ولحقتها كل الدول بما فيها بريطانيا للخلاص منهم ورميهم ولو على مزابل العالم وهذا الطرد كان سببًا لجمع شملهم عصابات ومافيات ومن هنا تشكلت الصهيونية الجديدة التي كانت تحمل وتعالج كل الأزمات التي مرت بها هذه الفئة التي اتخذ منذ بداية مشوارها عبادة الشيطان بدل عبادة الخالق وحطوا الرحال عند أحد أذرع الصرافة العالمية في ألمانيا وكان هذا هو القنبلة التي فجرها في وجه العالم إنه ” روتشيلد” الذي توارثه صهاينة من ثلاثة عشرة عضوًا يترأسهم اليوم ابنه ناثان.