اسرائيل بين 2019 و2024 “على إجر ونص”

بتول حمّود

في مثل هذا اليوم من العام 2019 ، استهدف العدو الاسرائيلي مركزًا لحزب الله في ضواحي دمشق بغارة جويّة، ارتقى على إثرها الشهيدين المجاهدين “ياسر ضاهر وحسن زبيب”، إلا أن العدوّ الصّهيوني زعم أن هذه الغارة استهدفت مركزًا لقوّة القدس في الحرس الثّوري الايراني وليس لحزب الله.

 

وفي أول إطلالة له بعد هذا العدوان على سوريا، كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله زيف ادعاءات العدو مؤكدًّا في خطابه أن ” نتانياهو يكذب على المستوطنين. فسلاح الجو أغار (أول من أمس) على بيت لحزب الله، لا يوجد فيه إلا شباب لبنانيون. وقد ارتقى في القصف الشهيدان “حسن يوسف زبيب وياسر أحمد ضاهر”. كما ذكّر نصرالله العدو الاسرائيلي “بأنّه لا نمزح حين نقول إنّه إذا قتلتم أياً من إخواننا في سوريا، فسنرد على القتل في لبنان، وليس في مزارع شبعا”.

 

وباللهجة اللبنانية العامية، خاطب نصرالله المستوطنين الإسرائيليين في جميع المستوطنات وليس فقط سكّان مستوطنات الشّمال، قائلًا: “وقاف على الحيط، على إجر ونص، وانطرنا. فنتنياهو يشتغل انتخابات.وبعد أن جرب، كما العادة، أن يخوض الاستحقاق بدماء شعوب المنطقة، إنّه يخوضها بدمائكم أنتم أيها الاسرائيليون. هو يستجلب النار لكم من كلّ مكان. يقودكم إلى حافة الهاوية، لأنّه خائف من نتائج الانتخابات، وعليه ملفات فساد”.

 

لكنّ إسرائيل كما عهدناها تواصل سياسة الاغتيالات لشباب المقاومة وقادتها، وها هي اليوم، تقف على “إجر ونص” بانتظار رد حزب الله على اغتيالها للقائد الجهادي الكبير فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، والّذي أعلن عنه سماحة الأمين العام السيد نصرالله خلال مراسم تشييع القائد، حيث أعلن عن ردّ “قوي وفاعل ومؤثّر” على جريمة العدوّ مما ساهم في تعميق حالة الاستنزاف التي يشهدها كيان العدو الصهيوني أمنيًا ونفسيًا واقتصاديًا منذ 8 تشرين الأوّل 2023 وافتتاح حزب الله لجبهة الإسناد في الجنوب دعمًا لغزّة ومقاومتها.

 

وفي إحياء ذكرى أسبوع القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر في مجمع سيّد الشّهداء في الضاحية الجنوبية، أشار السيد نصرالله أنّ “الانتظار الإسرائيلي على مدى أسبوع هو جزء من العقاب والرد والمعركة” ولفت إلى أن “الأميركيين يقولون لإيران ولبنان والجميع انتظروا قليلًا واعطونا القليل من الوقت لأننا نعمل من أجل وقف الحرب في غزة، ويسألوننا أليس هدفكم وقف الحرب في غزة؟”.

 

وتابع: “نعم الهدف وقف العدوان على غزة والحرب على الشعب الفلسطيني، لكن من يمكن أن يثق بالأميركيين بعد عشرة أشهر من الخداع والنفاق والكذب على كل المجتمع الدولي وشعوب العالم؟”.

 

وتزامنًا مع تهديدات الحزب بالردّ الحتميّ القادم، شنّ الإعلام العبريّ حرب نفسية على اللبنانيين، وقد نقلت القناة 12 العبريّة أن “إسرائيل أبلغت الأطراف الدّولية والغربيّة أن الهجوم على تل أبيب سيؤدي إلى ردٍّ قاسٍ في بيروت واستهداف الأصول اللبنانية الأساسية”. ولكن كل المحاولات الاسرائيلية لثنيِ حزب الله عن الردّ باءَت بالفشل، وأدخلت العدو في دوّامة الانتظار، وفرضت عليه واقعًا جديدًا وسط غياب معلومات دقيقة حول طبيعة الرد وحجمه وتوقيته. وفي مقطع مصوّر من داخل منزله، عبّر أحد المستوطنين عن ما يعيشه الآلاف من أمثاله في الكيان، ومن أمام خزانة مملوءة بالمؤن، قائلًا:”لقد قتلتنا يا نصر الله، لقد قتلتنا..انظروا، انظروا إلى خزانتي، لم يبقَ مكان في البيت. كل 10 دقائق أذهب وأشتري مزيداً من المؤن”

 

وفي فجر يوم الأحد 25 آب 2024، وبعد دوي صفارات الإنذار على طول الجبهة اللبنانية في الحدود مع فلسطين، أعلن الحزب في سلسلة من البيانات، عن شنّ هجوم جويّ كبير على عدد من الثكنات والمواقع الاسرائيلية، بالإضافة إلى ضرب هدفين شمالي تل أبيب (سيعلن عنهم لاحقًا)، وذلك في إطار “الرّد الأوليّ” على اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر وضرب الضّاحية الجنوبيّة لبيروت وارتقاء عدد من الشًهداء.

 

وهذا الهجوم النّوعي يأتي في سياق الرد غير المتوقع، حيث توقعت الاستخبارات الاسرائيلية “خائبة” وبحسب التسريبات بأنّ رد حزب الله سيأتي خلال أسبوع بعد ذكرى أربعينيّة الإمام الحسين عليه السلام. وفي تعليقه على ردّ الحزب ، قال نير دڤوري، المراسل العسكري الاسرائيلي، أن ما يحدث الآن هو حرب استنزاف لا قدرة لإسرائيل على الاستمرار فيها، وعن إعلان حزب الله انتهاء المرحلة الأولى من الردّ، أكدّ دڤوري “أننا عدنا إلى المربع الأول من الانتظار والخوف والترقب، ووضع الملايين من المواطنين في حالة تأهب وتوتر دائم في انتظار المرحلة الثانية”.

 

وفيما ادّعت اسرائيل أنّها وجّهت ضربة استباقية لحزب الله وشنّت أكثر من 40 غارة على الجنوب اللبناني، كشف الحزب زيف ادّعاءاتها وأعلن في بيانٍ له، أن هذه الادّعاءات تتنافى مع وقائع الميدان الّتي سيتم تفنيدها والحديث عنها في الخطاب المرتقب للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في تمام الساعة السادسة من عصر هذا اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى