تعرف الى ” عريض الواقعة ” في خراج بلدة الزرارية فوق نهر الليطاني مقابل بلدة الحلوسية ….ماهي المعركة التاريخية التي وقعت في هذا المكان (صور)
تحقيق : رضا بدرالدين
خاص الليطاني نيوز
(عريض الواقعة)
في المعجم ، العريض هو الطريق في عرض الجبل في مضيق ، والمكان الذي يعارضك إذا سرت .
وعريض الواقعة هو موضع يقع في خراج بلدة الزريرية فوق نهر الليطاني مقابل بلدة الحلوسية ، ويسمى أيضا بعقبة النهر ، وبالقرب من هذه العقبة تقع خربة (دير أبو نعيم الجذامي).
والواقعة إسم لمعركة وقعت في هذا المكان بين الأمير اليمني ثابت بن نعيم الجذامي أبو نعيم وعامل مروان بن محمد بن مروان على هذه المنطقة المدعو الكوثر أبي الورد .
وكان هذا الدير قبل التجريف يصعد إليه عبر درج منحوت في الصخر وأرضه المزينة بالفسيفساء والبئر المهجور إلر جانب الطريق .
وقال لي من كان حاضرا عند تجريف هذه الأرض ، بأنه عثر فيه على تابوت من الرصاص ومحفور عليه صورة فارس راكبا على فرسه وبيده رمح في حال الهجوم .
(ثورة الأمير اليمني ثابت بن نعيم الجذامي على بني مروان ، بسبب حزبي اليمنية والقيسية) .
وقد واجه آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد اول الأخطار أثناء خلافته على بني امية، حيث انقسم الأمويون، وكانت النتائج المترتبة على هذا الانقسام أنه قد تم انقسام القيسيين واليمنيين، وهما أهم كتلتان عربيتان موجودين في الشام، حيث قد وقف القيسيين مع مروان، وقد وقف اليمنيين ضده.
[أمر ثابت بن نعيم بن زرعة بن روح بن زنباع الجذامي:]
قالوا: خلع ثابت بن نُعيم وقال: أنا الأصفر [1] القحطاني لستُ لنعيم إن لم أخل الشام من أولاد قيس، وكان مروان قد ولاه فلسطين مستصلحًا له بعد حبسه إياه بأرمينية.
وذكر قوم أن سبب خلعه أن عطية بن الأسود مولى كلب قال:
يا ثابت بن نُعيم دعوةً جزعًا … عقَّتْ أباها وعقَّتْ أمها اليمنُ
أتاركٌ أنت مال الله يأكُلُه … عَيْر الجزيرةِ [2] والأَشْراف تُمتهنُ
وكان يُقال لمروان حِمار الجزيرة.
أُوقِدْ على مُضَرٍ نارًا يَمانيةً … تشفي الغليل وتحيي بعدها السُّنَنُ
ويُقال إنه قال هذا الشعر بعد خلعه.
قالوا: فلمّا فرغ مروان من أهل حمص، وثار ما ثار من أهل الغوطة، ومعهم أبو علافة، ويزيد بن خالد القسري فانقضى أمرهم، أقبلَ ثابت من
فلسطين في كنف من لَخم وغيرهم يكونونَ زهاء خَمسين ألفًا، فحصر الوليد بن معاوية بن مروان بن عبد الملك بن مروان عامل مروان بطبرية مدينة الأردن، فسار إليه أبو الورد، فلمّا التقوا خرج إليهم الوليد بن معاوية في أهل الأردن فهزموا ثابتًا وقتلوا أصحابه، وتفرّق من بقي منهم عنه.
[تمرد أهل فلسطين على مروان]
ومضى ثابت إلى فلسطين واتبعه أبو الورد فلحقه، فأسر من بنيه ثلاثة: نعيمًا، وبكرًا، وعمران، فبعث بِهم إلى مروان فحبسهم. وغلب أبو الورد على فلسطين، ولحق ثابت بن نعيم وابنه رفاعة بجبال الشراة فظفرت به خيل لِمروان كان قد وجّهها مادةً لأبي الورد فأخذوهُ وأتوا به مروان وهو بدير أبوب [1] فقتله مروان، وقتل بنيه وقطع أيديهم وأرجلهم، وأفلتَ ابنه رفاعة بن ثابت، وأُخذ مع عثمان بن هلال الجهني وعمرو بن يزيد اللخمي فقتلهم مروان جَميعًا.
وقال بعضهم: لحق ثابت بِمصر، فوجّه إليه مروان الكوثر فهزم أصحابه وأخذه أسيرًا فبعث به إلى مروان فقطع يديه ورجليه وصلبه على باب دمشق، سمرَّه بمسامير.
وقال بعضُ الشعراء قصيدة له ويُقال إنه الرمّاح بن ميّادة:
حذارك أن تلقاكَ يومًا بِموطنٍ … فوارس يهديها أبو الورد والصّقرُ
فوارس صِدْقٍ لا يبالونَ مَنْ ثَوَى … يجرّون أرماحًا حواملها حُمْرُ
وكوثرٌ المهدي لِمصْرَ جياده … وأرماحه حتى استقامت له مِصْرُ
ثورة أهل فلسطين سنة 127هـ
عرفنا أن ثابت بن نعيم الجذامي -والي فلسطين- كان وراء حركات الشام ضد الخليفة مروان بن محمد، وها هو الآن يعلن الثورة عليه ويخلع طاعته، ولكن مروان عاجله، وكتب إلى أبي الورد الذي قمع ثورة الغوطة، وفك حصار دمشق، أن يسير إلى ثابت، فسار إليه فاقتتلوا وبعد قتال عنيف تمكن أبو الورد من أسر ثلاثة من أولاده وبعث بهم إلى مروان، ثم تمكن الوالي الجديد الذي عينه مروان على فلسطين وهو الرماحس بن عبد العزيز الكناني من القبض على ثابت بن نعيم، وأن يرسله إلى مروان الذي أمر بقتله هو وأولاده الثلاثة.
أبلغْ بني القَيْنِ عن قَيْسِ مُغَلْغَلَةً ** قومي ومَشْجَعةَ النائي بها الوطَنُ
2-وُدِّي إذا غِبْتُمُ عن نَصْرِ قومِكُم ** كنُتمْ جميعاً وأدنْى داركُمْ عدَنُ
3-لوْ تأَذنونَ إلى الدَّاعي لكانَ بنا ** يومَ الطِّعانِ إلى داعيكُم أَذَنُ
4-يا ثابِتُ بن نُعَيْمٍ دعْوةً جَزَعاً ** عَقَّتْ أباها وعَقَّتْ أُمَّها اليَمَنُ
5-كمُ من أخٍ لكَ أو مولى فُجعْتَ به ** يومَ الوَقيعةِ لمْ يُنْشَرُ له كَفَنُ
6-ومنْ يمانِيَةٍ بيضاءَ مُوجَعْةٍ ** ما إنْ يسوغُ لها ماءٌ ولا لَبَنُ
7-مفْجوعةً بذوي القُربى إذا ظَمئَتْ ** ردَّ الشرابَ عليها الثكْلُ والحَزَنُ
8-يا ثابت بن نعيم ما بكم ثُؤُرٌ ** أبعد عامك هذا تطلب الإحن
9-بَيِّنْ لنا يأْمُرِ الجنْدانِ أمرَهما ** ماذا تريدُ بأنَّا منكُمُ قَمَنُ
10-يا خيرَ من طلبَ اللّهُ الدماء به ** حاشا النبيَّ وإن قالوا هَنٌ وهَنُ
11-أنائمٌ أنتَ أم مُغضِ على مَضَضٍ ** كلاَّ وأنْتَ على الأحسابِ مؤتمنُ
(مصادر البحث) : كتاب أنساب الأشراف للبلاذري – كامل إبن الأثير – الطبري – اليعقوبي .