«أنت فينا نور الله … يا شهيد حزب الله» تعرف إلى قصة النشيد الذي رافق شهداء البدايات حتى شهداء على طريق القدس

زهراء قصير 

«أنت فينا نور الله.. يا شهيد حزب الله»

عند كل زفّة شهيد، يتهادى النعش على أكفّ الرفاق، ومع القبضات المرفوعة، وأخرى لاطمة؛ يصدح الصوت الشجي «أنتَ فينا نور الله، يا شهيد حزب الله».

نشيد البدايات، وكلمات الرعيل الأول، رافق كل تشييعات الشهداء الأوائل حتى هذا الزمن، وما زالت كلماته تخفق القلوب لسماعها «يا شهيداً أنت قد دست القيود، ومع المهديّ أخلصت العهود».

لنعود للبدايات ونسرد قصة هذا النشيد.

نشيد «يا شهيد حزب الله» نشيدٌ كتبه الشيخ نبيل الحلباوي¹، بعد شهادة الشهيد الشيخ محمد رملاوي.

الشهيد محمد رملاوي ابن بلدة عيتيت الجنوبية، الذي سافر إلى إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية ليدرس الطبّ، ولكن ما لبث أن عدَل عن قراره، ليصبح طالب علمٍ في الحوزة العلمية، ومن ثمّ شيخاً ومبلّغاً.

الشهيد رملاوي، صديق درب الكثير من الرعيل الأول في حزب الله، كالسيّد هاشم صفي الدين، والشيخ نبيل قاووق، وآخرين.

كان عاشقاً لنهج الإمام الخميني (قده)، فلبّى نداء الدفاع المقدّس على جبهة الجمهورية الإسلاميّة في حربها ضد البعثيين. فكان مجاهداً ومبلّغاً، يحمل سلاحه وعقيدته، لم يكن هادياً للمجاهدين فقط؛ فقد أحدث تأثيراً في صفوف الأعداء أيضاً.

كان المجاهدون في الجبهات يربطون مكبّراً للصوت على عمَدٍ من خشب ويوجّهونه نحو الأعداء، والشيخ يخطب فيهم مؤثّراً ويدعوهم للاستسلام، وذلك ما حصل مراراً بعد المحاولات المتكررة من الشيخ. فأصبحت مهمّته أيضاً التحقيق مع الأسرى وترجمة التحقيقات، لإتقانه الفارسية والعربية.

في ربيع عام 1986، وبعد ست سنوات على الحرب المفروضة على إيران، التقى الشيخ محمد بصديقه السيد هاشم صفي الدين، وأصرّ صفي الدين على اصطحابه إلى لبنان للجهاد والتبليغ، إلاّ أن الشهيد أصرّ على البقاء، فكان الحكم الفصل لخيرة لدى الشيخ محمد تقي بهجت (من العرفاء الكبار في زمانه).

«جيّدة جداً، شهادة حمراء» تُرجم يقين الشهيد على لسان الشيخ بهجت، الذي رقص قلبه للنتيجة.

بقيَ الشهيد في إيران، متنقّلاً بين العلم والجهاد والتبليغ، حتى أتى فجر ليلة التاسع عشر من شهر رمضان في جبهة الفاو، حاملاً معه «شهيد حزب الله» بلا رأسٍ ولا يد.

قادماً من الجنوب، ناصراً للمظلوم، مدافعاً عن ثغور المسلمين.

هذه البداية.. وبقيت كلمات النشيد عرفاً في أعراس النصر والشهادة، يرافقها كل نداءات القلوب وصيحات الحناجر.

 

¹:الشيخ نبيل الحلباوي، مواليد دمشق

إمام مقام السيدة رقية عليها السلام.

عضو رابطة علماء المقاومة في لبنان.

عضو المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام في الجمهورية الإسلامية في إيران.

 

النشيد الكامل
كلمات الامين العام لحزب الله عن الشهيد
ملصق حزب الله في نعي الشهيد الشيخ محمد رملاوي
ملصق حزب الله في نعي الشهيد الشيخ محمد رملاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى