اليهود : تأريخ وممارسة….بين الماضي والحاضر( الجزء السادس)
إعداد الكاتب حسيب قانصو
يوم حدد الإمام الصدر ، مواقفه من إسرائيل، أعلن بالفم الملآن، أن إسرائيل شر مطلق، ويوم حدد الإمام الخميني “قدس” موقفه من إسرائيل، أعلن بالفم الملآن أيضًا، أن إسرائيل غدة سرطانية ” يجب اقتلاعها”.
لو تهنا لحظات في تفكير متواضع، بموقف هاتين المرجعيتين، نتساءل، على أي أساس، اتخذ كل منهما هذا الموقف؟ ألا نجد أن الأول يمهد للثاني وان الأخير يكمل ما أعلنه الاول؟ علمًا، وهنا نشير، الى نقطة قد يجهلها الكثيرون، أن هذا الترابط الفكري والمرجعي، مرتبط تاريخيًا بحادثة خيبر وسقوط حصونها ومقتل مرحبها…!
ثانيًا، إن مجيء الإمام الصدر الى لبنان، كان بالتنسيق والتوافق مع الإمام الخميني، الذي كان يشير الى بقية المراجع ورجال الدين المؤسسين للثورة الإسلامية، أن يجعلوا بيت الطائفة الإسلامية الشيعية في لبنان، مكانا آمنًا، لعقد اجتماعاتهم، الهدف منها التواصل والتكامل لقيام الثورة المباركة في إيران بعيدًا عن أعين ” السافاك” جماعة مخابرات النظام البائد.
بالعودة للجواب على السؤال، لاتخاذ الموقف المتكامل من المرجعيتين، ليس إلا، لأن هاتين المرجعيتين، تعلمان علم اليقين الخلفية الأساس التي قامت على أساسها، الدولة اليهودية في فلسطين، باعتبارها، شر دائم ومطلق والتعامل معها حرام، ليأتي الموقف التالي بوجوب اقتلاعها وليس اعتبارها عدوة فقط، ولا داعي للإهتمام بوجودها.
الإمام الصدر ، شدد على شرها المطلق لاقتناعه بتوارث الجينيات، وسكن الأرواح الشيطانية في نفس كل يهودي، واستعلائه على سائر الأمم والشعوب، واعتبارهم حيوانات، خلقت ليمتطي ظهرها وتكون طيعة لخدمته ومن حقه أن يتصرف بملكه كيف يشاء.
الإمام الخميني ، شدد على وجوب اقتلاع هذه الغدة السرطانية، لاقتناعه كما نحن، أن السرطان، داء بلا دواء، إما أن يباد الجسم منه إذا نخره، او أن يقضي عليه الجسد مانعا إياه من الدخول اليه.
لذلك، كان لا بد من بناء القوة، التي تمنع إعادة تموضع هذه الجينيات في مخلوقات يهودية جديدة في عالمنا مكملًا ما بدأ به الإمام الصدر، حيث بنى أفواج المقاومة اللبنانية “أمل” ليولد من رحمها الطيب ” حزب الله” بمقاومة إسلامية، بعد ألف واربعماية سنة من الإضطهاد، فرض وجودها الغرب بطرد اليهود من بلادهم واعطائهم فلسطين غصبًا.
هنا، لا بد أن نشير، أن محاولات كثيرة من دول عربية، قوامها، جمهورية مصر العربية وسوريا قلب العروبة النابض والعراق، قامت لمواجهة هذا الكيان الغاصب، لكنها لم تقو على كسره والتخلص منه، وقد أدت هذه الدول قسطها الى العلى إلى زمن توقف فيه هذا الزمن.
أيضا، لا ننكر أن احزابًا ، وتنظيمات قاتلت هذا الكيان على طريقة ” أضرب واهرب” وأن اكثرهم، أعمت مقاومتهم الوصولية الى مراكز السلطة، استُرجشعت فلسطين أم لم تُسترجع، عادت لأصحابها، أم لم تعد. إن بعض تلك التنظيمات، التي عشعش في عقول زعاماتهم، مرض المال والشركات والسلطة، فاليهود الصهاينة، استطاعوا الوصول اليهم وإغرائهم بما يطمحون إليه وهذه أسوأ ما نجحوا به مع أدواتهم، في واحدة من ممارساتهم السرطانية الماكرة من أجل البقاء.
إقرأ أيضاً :اليهود : تأريخ وممارسة… بين الماضي والحاضر (الجزء الخامس )