عن فتى عامل …. سبَّوا لي ربي ، سأنتقم لربي


إعداد الزميلة فاطمة عطوي / ليطاني نيوز

وُلد الشهيد حسن قصير في بلدة ديرقانون النهر، في الثامن من شهر تشرين الثاني من عام ١٩٦٥ م، وسط عائلة معروفة بإلتزامها الديني، ولهذا نشأ وترعرع في الكنف الطيب الطاهر، تلقّى علومه الأولى في مدرسة بلدته، دير قانون النهر، ابتداءً من العام ١٩٧١م، ومن ثم انتقل إلى مدرسة العباسية الرسمية لمتابعة دراسته المتوسطة، ليُكمل فيما بعد دراسته باختصاص هندسة الكهرباء في مهنية جبل عامل في البرج الشمالي، وكان متفوقاً في جميع مراحل دراسته .

تميّز بطفولته الهادئة، وبوعي سبق عمره، وبروح القيادة، وقدرته على تحمّل المسؤولية، فكان قائداً كشفياً منذ صغر سنه، وتميّز بأدائه الجيد للمهام التي كان يُكلّف بها.

شارك الشهيد في عدّة عمليات ضد العدو الصهيوني بسرية وكتمان، وتعرض للإعتقال من قِبل هذا العدو الحاقد حيث تعرّض لتعذيب وحشي فأظهر صلابة شديدة بعدما أوقفوه على جدار، ورفعوا يديه، وراحوا ينهالون عليه بالضرب بواسطة العصى الغليظة، وأعقاب البنادق .

كثف شباب حركة أمل الذين كانوا رأس الحربة في المقاومة، من عملياتهم الجهادية، إلى أن فجر الشهيد حسن قصير نفسه بقافلة إسرائيلية في برج الشمالي، المت العدو إلى حد دفعه إلى التعجيل في إتخاذ قراره بالإنسحاب .

كان الشاب حسن قصير قد اغتسل وتوضأ وصلى و راح ينتظر الإشارة …

وفي وداع رفيقه يوسف حريري في أيلول ١٩٨٣، ارتدى حسن كفناً مكتوباً عليه بالدّم “أهلاً بالشّهادة”، وقد اعتلى منبر تأبين يوسف بإسم إخوة الشّهيد ليجدّد عهد الإنتماء والولاء لنهج الإيمان الحسينيّ بعبارة “جبل عامل ما أرادك جبّارٌ بسوء، إلّا وقسّم الله ظهره نصفين”.

قاد حسن سيارة المرسيدس الخضراء وخرج من المدخل الجانبي لمدرسة جبل عامل المهنية ليدخل في وسط تلك القافلة، مشى امتاراً قليلة بإتجاه المدخل الرئيسي للمؤسسة مبتسماً وهو يتمتم قائلاً : { أشهدُ أن لا إله إلا اللّٰه وأشهدُ أن محمداً رسول اللّٰه وأشهدُ أن علياً ولي اللّٰه } .

يضغط حسن على الزر فتتحول تلك الإبتسامة إلى كتلة نارية ملتهبة تصرع العشرات من الضباط والجنود المحتلين .

وذلك في الخامس من شهر شباط، من عام ١٩٨٥م، منفذاً عملاً إستشهادياً هز الكيان الصهيوني، على أكثر من صعيد ، وأدّى إلى سقوط عشرات الجنود الصهاينة ما بين قتيل وجريح ، وقد وصفه العدو الصهيوني بالشجاع المقدام، صاحب السبحة السوداء الطويلة .

نقلًا عن أحد قادة أفواج المقاومة اللبنانيّة-أمل :
ممّن خطّطوا للعمليّة فإنّ الشّهيد حسن قصير الّذي قام بتنفيذ العديد من العمليّات الجريئة والنّاجحة ضدّ قوّات العدوّ قد عزم على القيام بعمليّةٍ مميّزة توجع الاحتلال، وهو أوّل من استعمل جهاز اتّصال في منطقة صور لتنفيذ عمليّات المقاومة .

وقد برزت روحه الإستشهاديّة منذ إستشهاد رفيق دربه حسن مشيمش أثناء التّصدّي لهجوم جنود الإحتلال على المؤسّسة في ٥ أيّار ١٩٨٣م، واقتيد حسن قصير يومها إلى المعتقل .

ولم ينس حسن تطاول الضّابط المحقّق على العزّة الإلهية أثناء تحقيقه معه، فقال ”إنّي سأثأر لربّي، يوم كنت في المعتقل، وكنت بين يدي المحقّق ذليلًا، كان يشتم ربّي من دون أن أدافع عن كلمة الله، أريد أن أنتقم لله، سبّوا لي ربّي، سأنتقم لربّي“.

تسمع في تلك الأمسية أم حسن نبأ تلك العملية الإستشهادية التي نفذها مقاوم يحمل اسماً حركياً وهو ﴿عامل﴾ .

تدمع عينيها وتخاطب أبا حسن قائلة : هنيئاً للأم التي أنجبت مثل هذا البطل …
بالطبع لم تكن تعلم لا هي ولا زوجها أن حسن كان هو ذاك البطل …

فيديو العملية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى