في آخر مشاركاته الانتخابية.. “الساحر الانتخابي” أردوغان سجلٌ حافل بالانتصارات


محمد السيد

بدأ الرئيس رجب طيب اردوغان مسيرته السياسية عام 1976 فبرز في السياسة التركية فأصبح علامة فارقة في تاريخ التركي الحديث بشخصية مثيرة تمكن خلالها من تحقيق كل طموحاته بالرغم من العوائق (السدود) التي واجهته لتعقيدات الداخل التركي.
فكانت بداياته في فروع الشباب لحزب السلامة الوطني وصولا لعام 1994 حين استلم رئاسة بلدية اسطنبول الكبرى فشهدت بعدها حياته السياسية تحولا جذريا بعد تمكنه من تغيير وجه الولاية الأكبر في تركيا وكان هذا الفوز مقدمة لسلسلة انتصارات لم يعرف بعدها اي هزيمة.
على مدى الأعوام الثلاثين الماضية فاز أردوغان في 17 إنتخابات رئاسية ومحلية ما يدل على دعم الشعب التركي له وعلى فطنته السياسية القوية التي تمكن خلالها من ايصال بلده الى مصاف البلدان الأقوى عالميا على مختلف الأصعدة وعلى تغيير واقع داخلي استمر لعقود لم يتمكن احد غيره من تغييره كان يعتبر حساسا جدا تسبب في اعدام احد الرؤساء مثل موضوع الحجاب والآذان وغيرهم.
وشهدت الأسابيع الماضية استعدادات كبيرة لاردوغان وفريقه لاضافة فوز جديد من خلال هذه الانتخابات المحلية الى سجله الحافل بالانتصارات.
وتشير الصحافة التركية بشكل دائم الى شخصية الرئيس أردوغان وجاذبيته الإنتخابية وكاريزمته القيادية ويصفه أحدهم ب “الساحر الإنتخابي”. فيعتبر أردوغان في جميع الإنتخابات التي خاضها حزبه العدالة والتنمية هو القوة الدافعة التي لا يستطع أحد الوقوف أمامها.
تعتبر هذه الإنتخابات حاسمة ومفصلية في ظل الشحن الذي مارسته الأحزاب المعارضة لاردوغان واستغلت فيه كل العناوين محاولة تغيير المشهد الحالي مستخدمة الورقة الضاغطة وهي اللاجئين.
وفي المقابل، يدرس الناخبون خياراتهم بعناية ويزنون الوعود والسياسات التي يقدمها المرشحون، وهم يدركون أهمية قرارهم وتأثيره في حياتهم والأمة ككل، فيما يرى الخبراء أن نتيجة الانتخابات من شأنها أن تشكل اتجاه البلاد لسنوات قادمة، مما يجعلها نقطة حاسمة في تاريخها.
فيما تسلط الأضواء على المدن الكبرى الثلاث اسطنبول وأنقرة وأزمير وذلك لأهميتهم ولقوى المعارضة فيهم التي تسيطر حاليا على مجالسهم البلدية.
أما بالنسبة لحزب العدالة والتنمية فيعتبر انه اذا استمر في خسارتهم لن تكون نتيجتهم مدمرة لان قاعدته الاساسية خارجهم التي ما تزال صامدة أما اذا فاز بأحدهم خاصة باسطنبول فيعتبر تقدما كبيرا وتكريسا أكبر لحضوره الكبير.
أما إسطنبول، التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، وهو ما يتجاوز عدد سكان 131 دولة، هي مدينة ذات أهمية كبيرة، وتحتل مكانة خاصة في الرحلة السياسية للرئيس أردوغان، إذ كانت نقطة البداية للقصة التي أدت إلى رئاسته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى