“حزب الله” يترقّب… هل يقبل باسيل بفرنجيّة للرئاسة؟
بدأت المحرّكات السياسيّة تعمل باتّجاه الاستحقاق الرئاسيّ، وكان بارزاً لقاء رئيس “التيّار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل مع النائب فريد هيكل الخازن المقرّب من بنشعي من جهّة، وإعلان نائب رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” جورج عدوان عن قدرة تكتّل “الجمهوريّة القويّة” بعدم إيصال أيّ شخص غير سياديّ إلى بعبدا من جهّة ثانيّة.
ويترّقب “حزب الله” أنّ يتّفق حليفاه المسيحيان، “التيّار” و”المردة” على الاسم الذي سيسير به تحالف 8 آذار لرئاسة الجمهوريّة. فالعلاقة بين النائب السابق سليمان فرنجيّة وباسيل تحسّنت كثيراً بعدما جمعهما السيّد حسن نصرالله في الضاحيّة الجنوبيّة قبل الانتخابات النيابيّة. وذهب البعض إلى وصف تقاربهما بالحلف الذي كان يضمّهما سابقاً ضمن تكتل “التغيير والاصلاح”. ويرى مراقبون أنّ “الحزب” مرتاح للعلاقة بين بنعشي والبياضة. وأتى إجتماع اللقلوق بين باسيل والخازن، والبحث بالمرشّح الرئاسيّ وتوطيد العلاقة بين الاوّل وفرنجيّة، ليزيد من حظوظ سيرهما بشخصيّة موحّدة إلى بعبدا، تُمثّل خطّ ونهج 8 آذار.
ويُشير مراقبون إلى أنّ “حزب الله” يرتاح الى توصّل حلفائه المسيحيين بتسميّة المرشّح للرئاسة كي لا يطرحه بنفسه. هكذا، يتلافى إتّهام الخصوم من “القوّات” و14 آذار له بفرضه الشخصيّة المسيحيّة التي يُريدها. ويُضيف المراقبون أنّ “التيّار” ورغم تراجع شعبيته، كما أثبتت الانتخابات لصالح معراب، يبقى رافعة مسيحيّة مهمّة، والممثل المسيحيّ الاكبر في 8 آذار. ويقول المراقبون إنّ باسيل لم ينجح حتّى اللحظة بضمّ النائب طوني فرنجيّة ومن معه في “التكتّل الوطنيّ المستقلّ” لـ”لبنان القويّ”. ونجاحه في هذا الامر، سيكون بمثابة ثقل نيابيّ شماليّ يمتد من البترون إلى بشرّي وزغرتا. والمعلوم أنّ هذه الدائرة تُعتبر منطقة رؤساء الجمهوريّة.
ويلفت مراقبون إلى أهميّة أنّ يعي باسيل أنّه يُمثلّ إستفزازاً للكثير من الخصوم، وفي مقدّمتهم “حركة أمل” التي كانت علاقتها بالرئيس عون، منذ بدء ولايته، وحتّى إشرافها على النهاية، غير سليمة. من هنا، فإنّ دعمه لفرنجيّة سيكون نقطة تحوّل مهمّة في العلاقة بينهما، والترافع عن المصالح الشخصيّة. ولكن، يبقى الطموح بخلافة عون هدفاً أساسيّاً لباسيل.
ويترقّب “حزب الله” أنّ يجتمع باسيل بفرنجيّة، من دون وسطاء، لإكمال البحث بينهما في الملف الرئاسيّ. ويرون أنّ عليهما الاستفادة من تشرذم المعارضة في مجلس النواب، والتركيز على المبادىء التي تجمعهما. ويُتابع المراقبون أنّه حين يتّفقان على من سيدعمان إلى بعبدا، عليهما التوسّع في الاتّصالات، ومحاولة التقارب مع الاحزاب المسيحيّة الاخرى، وحتّى لو لم تكن ستُؤيّدهما في الانتخابات. فما بعد الاستحقاق الرئاسيّ ليس كما قبله. ويُعوّل المراقبون على فتح مرحلة سياسيّة جديدة جامعة، إذ يعتبرون أنّ “الرئيس القويّ” لم يكن لا قويّاً في فترة حكمه ولا جامعاً للافرقاء، ما أدخل البلاد في دوامة من التجاذبات السياسيّة، كانت لتغيب لو نجح إتّفاق معراب، وحافظ “التيّار” على حلفه مع الرئيس سعد الحريري.
ويلمّح مراقبون إلى أنّ “حزب الله” لم يُعلن بعد عن مرشّحه للرئاسة، ولا عن المواصفات التي يريدها، وخصوصاً كي لا يصطدم ببكركي التي حدّدت معايير الرئيس المقبل. ويعتبر المراقبون أنّه صحيحٌ يُفضّل عدم تكرار سيناريو رئاسة عون التي لم تُوحّد الجميع تحت عباءة “بيّ الكلّ”، ما يعني أنّه لا يؤيّد باسيل، كي لا يستمر النهج السياسيّ الذي بدأ منذ العام 2016. ويُضيف المراقبون أنّ “الحزب” سعى من خلال التوافق بين باسيل وفرنجيّة، على إيصال الاخير، لما يرمز اليه من مرشّح وسطيّ بين مختلف الاحزاب اللبنانيّة، وحتّى لو لم تكن داعمة له للرئاسة.
ويختم مراقبون أنّ القرار عند باسيل. فمن دونه لن يقدر “حزب الله” على إيصال مرشّحه الرئاسيّ. ومن دونه، سيفقد تحالف 8 آذار الغطاء والميثاقيّة المسيحيّة. ويسأل المراقبون: “هل خرج باسيل من مفهوم الرئيس القويّ، المدعوم بشرعيّة الكتلة المسيحيّة الاكبر في مجلس النواب؟ وماذا عما يُمثّله سليمان فرنجيّة نيابيّاً، بعد خسارة “المردة” في الانتخابات، وفوزه فقط بمقعد يتيمٍ؟”