المشروبات الغازية أم الفاكهة الطبيعية؟ أيهما الأفضل بعد الطعام؟


خاص الليطاني نيوز

المشروبات الغازية أم الفاكهة الطبيعية؟
أيهما الأفضل بعد الطعام؟

هل تساءلت يوماً لماذا أشعر بالحاجة لشرب الصودا بعد الوجبة الكبيرة الأساسية ( غداء أو عشاء)؟

دعونا قبل الإجابة نتخايل معاً غرفة الأطفال المليئة بالألعاب وفتاة الخبز والبسكويت كم نحتاج من المعدات والجهد لتنظيفها، كذاك المعدة، هرمونات وعصارات هضم ومضادات للأكسدة كلٌ يقوم بعمله لتسهيل عملية الهضم وتوزيع السكر في الدم ثم الكبد ثم إلى مراكزها عبر الأنسيلين طبعاً.

لماذا أشعر بالعطش عموما والحاجة إذا للصودا خصوصاً ؟
أولًا نوعية الأكل، خاصة الأطعمة الغنية بالأملاح والبهارات، فعملية التوازن بين المعادن في الجسم تحتاج إلى مياه كلما أكثرت الأملاح استخدم الجسم الماء لإخراجها عبر البول. وفي الجهة الثانية الأطعمة الغنية بالدهون كالوجبات السريعة فأنت حينها تحتاج للماء والسكر لتعوض الجسم عن كمية الدهون التي أخذتها لأن دماغك لم يأخذ غذائه، فهو بحاجة الى جليكوز وليس لدهون.
أمّا الأسباب الأخرى هي عادات إجتماعية ، أنظمة خاطئة، الثقل في المعدة والتفكير بها في تسريع عملية الهضم لإنها تحتوي على غاز ثاني أوكسيد الكربون مع أنها تحتوي على الكافيين الذي يزيد من إنتاج الأسيد في المعدة وأيضاً يعزز الشعور بالعطش.

في المقابل تأتي الدراسات لتتكلم عن دور الفاكهة في تسهيل عملية الهضم ووضعها أيضا تحت إطار نفس السؤال

هل يجب تناول الفاكهة قبل الوجبة أو بعد ساعات من الوجبة؟

دراسة نُشرت في مجلة “اضطرابات الغدد الصماء والتمثيل الغذائي والمناعة -أهداف دوائية”. تحتوي الفاكهة و عصير الفاكهة على مادة البوليفينول وهي نوع من أنواع مضادات الأكسدة والخصائص المضادة للالتهابات التي تحمي الجسم من الجذور الحرة والجزيئات الأخرى التي تسبب الالتهاب والتي يتم إنتاجها بكميات كبيرة بعد تناول وجبة غير متوازنة خصوصا الأطعمة الغنية بالدهون أو الكربوهيدرات أو السعرات الحرارية.

في حين أيضًا أظهرت دراسة في جامعة بوفالو (الولايات المتحدة) في عام 2010 في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية ، لتعزيز دور مركبات الفلافونويد في عصير البرتقال باعتبارها “منظف” في الجسم مثلها كمثل باقي المضادات النارينجين والهسبريدين الموجودين في كافة الفواكهة الحمضية يحموا الجسم من الالتهابات.هذا الفلافونويد مهم لتقوية جدران الشعيرات الدموية وتنقية الجسم وتعزيز فقدان الوزن. كما أن له تأثيرًا على الإنفلونزا ، ويعمل بمثابة مرخي للعضلات ، وله عوامل مضادة للسرطان ، وحماية الكبد ، وآليات مضادة لتصلب الشرايين “- يختتم الدكتور تيستا.

تقول الدكتورة سارة تيستا ، أخصائية التغذية في مستشفى هيومانيتاس بعد الحمضيات هناك الفاكهة ذات اللون الارجواني كالعنب البري والخوخ الأسود والعنب الأسود والتوت الأسود والخوخ.

في وجهة نظر أخرى منافية كما وضح الدكتور تيستا فإنه يفضل تناول الفاكهة قبل الوجبتين الرئيسيتين لأن الألياف التي تحتويها تساعد في تقليل إمتصاص السكريات البسيطة وبالتالي تقليل مؤشر نسبة السكر في الدم
. على عكس ما يُنصح به غالبًا في الأنظمة الغذائية لفقدان الوزن ، فإن الفاكهة بين الوجبات تحفز الإنتاج الداخلي للأنسولين وبالتالي تحفز الجوع بدلاً من الحد منه.

في النهاية الفاكهة جيدة في كلتا الحالتين برأيي أنا! أيهما الأمثل قبل أو بعد؟ هذا يكمن حسب الطلب، فإذا أحسست بالعطش والحاجة إلى السكريات بعد وجبتك فالأفضل طبعا أن تتناول الفاكهة فهي ستمدك بالسوائل والألياف ومضادات الأكسدة وبالتالي معدتك سوف تكون جاهزة لإستقبال وجبة ثانية صحية بدلاً من الحاجة إلى سناكات خفيفة مع الصودا. برأيي أن الفاكهة ليست إختيارا خاطئا بعد الطعام فأيضاً المنظمات الصحية تطالب مريض السكري بأخذها بعد الطعام لانها لا تتطلب عمل الانسيلين فهي تحتوي على سكر الفريكتوز وهذا ايضا إضافة جيدة لها، وسوف تمدك بالطاقة السريعة يمكننك على الأقل توضيب طاولة الطعام بدل الصودا التي سوف تشعرك بالثقل والتعب أليس
صحيحاً!

أما الأشخاص المدمنين على الصودا فإليكم هذه المقالة في سبتمبر ٢٠٠٢ الدراسة قامت روزاريو كومو وآخرون بدراسة تأثير المياه الغازية على عسر الهضم الوظيفي والإمساك ووجدوا أنها تقلل المياه الغازية الشبع ( فمرضى عسر الهضم يحتاجون دائما الى مكان إضافي في المعدة ) وتحسن عسر الهضم والإمساك وتفريغ المرارة. ما الحل لكم إستخدام المياه الغازية مع شراب مركز من الفاكهة الموسمية كما يصنعون الكوريين فهذه المشروبات رئيسية عندهم حتى في الصباح مع سكر إصطناعي أو قليل من شراب القيقب الخالي من السكر أو العسل إذا استخدمت ملون طبيعي منكهة.

الهدف كما السيف ذو حدين إذا شعرت أنك تميل أكثر لاستخدام الصودا فأنت تحرم نفسك من أهمية الفاكهة، فحين أيضا لا يعني أن لا تشرب كوباً من الصودا تشبع رغبتك. الفكرة في توظيف الإختيارات الصحيحة في الوقت والمكان المناسب وإلا فأن الأخطاء سوف تتراكم وتبعدك شيئًا فشيئاً عن المسار الصحيح وهذا ما يسمى بالذكاء الغذائي. الحياة الصحية تتطلب جهداً مضافا منك ولكنها تعطيك الأضعاف من الإيجابيات. أمّا الوجبات السريعة وغير الصحية فهي لا تتطلب أي مجهود موجودة في كل وقت حتى تهدم ما تصلحه تلك الأنماط الصحية عليك فقط أن تفكر بالطريقة الصحيحة.

أخصائية التغذية هدى الطبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى