تشريع الذئاب(الجزء الثالث)….بقلم الكاتب حسيب قانصوه

تشريع الذئاب
الجزء الثالث:
الحضارة الكنعانية في فلسطين:
حتى تاريخه، لم ينشيء اليهود مدينة أو حضارة في فلسطين تحاكي المدن والحضارة التي كانت قائمة هناك.إن فلسطين حضارة وشعبا ، سبقت الوجود اليهودي بعدة قرون . إن الكنعانيين وهم العرب الأوائل الذين قدموا من الجزيرة العربية ، سكنوا فلسطين في الألف الثالث قبل الميلاد وسميت الأرض باسمهم نسبة إلى جدهم “كنعان” ، كما أن هذه التسمية ذكرت في التوراة ” بأرض كنعان” وإن تسميتها بفلسطين هو إسم قديم جدا أطلقه الملك الآشوري” داد نيراري الرابع” نسبة إلى الشعب الذي يسكنها منذ القدم ويسمى” بالبلستينيين” كما أن الإغريق ، اعتمدوا هذه التسمية والتي مازالت قائمة حتى اليوم رغم المجازر والإبادات الجماعية التي يقوم بها اليهود والأميركيون ، لوضع اليد على اقتصادها الغني بالنفط والغاز ومهما تعاظمت حالة القتل والإجرام من نيرونها الجديد مصاص الدماء ” ن ت ن…ي ا ه و”.سينتصر الحق يوما.
كانت فلسطين ، جغرافيا ، نقطة التقاء حضارتي وادي الرافدين و وادي النيل ، كما كانت معبرا للهجرات القادمة من وإلى الواديين وهذا ما أدى إلى قيام صراعات دامية بين تلك الحضارتين للسيطرة عليها في مختلف العصور قبل وبعد قيام علاقات دبلوماسية واتفاقيات بين تلك الحضارتين القويتين.
بالرغم من تقاسم النفوذ بين الحضارتين المصرية والعراقية في فلسطين ، لم تسلم أرض كنعان من غزوات عابرة للحثيين والعموريين ومن أقام منهم على أرضها، فقد اختار سواحلها حيث الماء والمرعى ثم اندمج في سكانها وذاب في كنعانيتهم وتكلم لغتهم العربية التي أصبحت لغة البلاد نسبة إلى سكانها القادمين من الجزيرة العربية كما أسلفنا.
عندما قويت شوكة الفلسطينيين على أرضهم، حاول هؤلاء أكثر من مرة العمل على حرية الحركة والقرار وعدم التبعية لأي من الحضارات المحيطة بها فهاجموا مصر ” وادي النيل” في عهد “رعميس الثالث” 1198-1166 قبل الميلاد ، لكنه تمكن من صدهم في معركة بحرية 1191 ق.م فاتجهوا بعد اخفاقهم إلى السواحل وأسسوا العديد من المدن الفلسطينية منها : غزة و عسقلان و أشدود وهذا يكفي لدحض مزاعم اليهود أنها أرضا يهودية.
“العلاقات الدبلوماسية في الحضارة العربية الإسلامية”:
يوم الاثنين :”الجزء الرابع”
حسيب قانصوه.
الحائز على دبلوم في العلاقات الدبلوماسية والسياسية من الهيئة الدولية للتحكيم و جامعة القاهرة في مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى