ماذا تعرف عن “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية ؟
تقرير من إعداد الزميل إبراهيم حمود
المصدر : ليطاني نيوز
يعتبر من اكبر الأجنحة العسكرية في فلسطين،تنظيم يمثل الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ويؤمن بالخيار العسكري طريقاً وحيداً لتحرير كامل التراب الفلسطيني وإنهاء الوجود الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.
ابتدأت العمل المقاوم من الأساليب العسكرية البسيطة كعمليات الطعن الفردية إلى العمليات الفدائية النوعية ومن ثم استخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، ولاحقا رشق مواقع إستراتيجية وعسكرية إسرائيلية بالقذائف والصواريخ، إلى النجاح في اقتحام المستوطنات والاحتفاظ برهائن.
تم تأسيس أول خلية مسلحة للتنظيم في صيف عام 1981 على يد الأمين العام للحركة فتحي الشقاقي وتحت إشرافه المباشر، وكانت تلك الخلية تحمل اسم “مجموعة الطليعة الإسلامية”. وتعد “سرايا القدس” امتدادا للخلية العسكرية الأولى لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والتي تحولت في ما بعد إلى جناح عسكري حمل أسماء متعددة، مثل “سيف الإسلام” الذي أصبح يطلق عليه في مطلع التسعينيات “القوى الإسلامية المجاهدة”، وعُرف اختصارا باسم “قسم”، ثم استُقر لاحقا على تسميته “سرايا القدس”.
تنتمي “سرايا القدس” إلى التيار الإسلامي الثوري، وتلتزم تبعا لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالإسلام شريعة وعقيدة ومنهج حياة.وتؤمن الحركة بوحدة فلسطين وتؤكد أنها عربية إسلامية،ترفض كافة معاهدات السلام، وترى أن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لتحرير كامل الأرض الفلسطينية وإنهاء الوجود الإسرائيلي فيها.
كان الإعداد العسكري والتدريب والتسليح في السنوات الأولى للخلايا العسكرية لحركة الجهاد يتم بسرية تامة، وكانت العملية تسير بتدرج وبطء شديد، وأصبح العمل المسلح يتم بالتنسيق مع “سرايا الجهاد”.
عمل مشترك تحت مظلة “سرايا الجهاد”عرف بعملية “باب المغاربة” أو “البراق” في تشرين الأول 1986، والتي تمثلت في هجوم على وحدة من لواء غفعاتي الإسرائيلي وضباطها، وتم الإعلان عن وقوع 80 إصابة في صفوف أفراد الوحدة بين قتيل وجريح. وقد تم التخطيط المشترك لعملية نسف مجمع رئاسة الوزراء الإسرائيلية في القدس عبر عملية استشهادية كان من المقرر أن تقوم بها عطاف عليان، ولكن تم كشف العملية قبل التنفيذ ولم يُقدر لها النجاح.
نشطت عمليات الجهاد الإسلامي العسكرية في العامين 1986 و1987، ومن هذه العمليات معركة الشجاعية في 6 تشرين الأول 1987، حيث وقع اشتباك مسلح بين 4 من عناصر الجهاد الإسلامي مع قوات الاحتلال قبل اندلاع الانتفاضة الأولى بنحو شهر، مما أسفر عن مقتل ضابط الشاباك فيكتور أرجوان وإصابة آخرين.وتعتبر حركة الجهاد الإسلامي “معركة الشجاعية” الشرارة الأولى لـ”انتفاضة الحجارة” التي اندلعت في 8 كانون الأول 1987 والتي خلالها تصاعد النشاط العسكري للحركة.
كثف الجناح العسكري لحركة الجهاد هجماته على إسرائيل في تسعينيات القرن العشرين، في محاولة منه لإحباط اتفاق أوسلو الذي وقعته السلطة الفلسطينية مع الإسرائيليين ونفذ التنظيم عمليات فدائية تفجيرية ضد أهداف إسرائيلية. ولم تقتصر عمليات التنظيم على الداخل الفلسطيني، فبين العامين 1991 و1995 تم تنفيذ حوالي 14 عملية عسكرية من الجنوب اللبناني.
شكلت انتفاضة الأقصى عام 2000 مرحلة بعث جديد لنشاط “سرايا القدس”ونجحت في تنفيذ مجموعة من العمليات النوعية. وخلال اجتياح قوات الاحتلال مخيم جنين في نيسان 2002 وارتكابها مجازر في حق الشعب الفلسطيني نجحت “سرايا القدس” بالتصدي للعدوان ودحر جنود الاحتلال الذين اكتظ بهم المخيم.
عمل التنظيم على تطوير سلاحه، وكان من أوائل الأجنحة العسكرية التي أنتجت صواريخ محلية الصنع، وطور منظومته الصاروخية وقصف قلب مدينة عسقلان في تشرين الثاني 2002 بصواريخ من طراز “جنين”.
شنت “سرايا القدس” العديد من المعارك الشرسة على إسرائيل، منذ العام 2002 حتى عام 2021 وشاركت في صد العدوان الإسرائيلي في معارك أخرى بالاشتراك مع القوى الوطنية الفلسطينية، واستخدمت خلالها منظومتها الصاروخية لقصف المدن والمستوطنات والمواقع الإسرائيلية، فوصلت قذائفها إلى تل أبيب وعسقلان وأسدود وغيرها.
وفي السابع من تشرين الأول 2023 شنت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملية ضد إسرائيل شملت هجوماً برياً وبحرياً وجوياً وتسللاً للمقاومين إلى مستوطنات عدة في غلاف غزة سمتها المقاومة “معركة طوفان الأقصى”.
وأعلنت حركة الجهاد انضمامها إلى المعركة، وأطلقت رشقات صاروخية عنيفة على المدن الإسرائيلية، وكشفت عن طرازات جديدة ومتطورة من الصواريخ قادرة على اختراق دفاعات منظومة القبة الحديدية.
كما نفذت ضربات نوعية على محاور عدة في مناطق متعددة، وشنت العديد من العمليات البرية والاشتباكات المنفردة والمشتركة مع فصائل المقاومة الأخرى كلفت الاحتلال خسائر بشرية ومادية كبيرة.